الرئيسيةثقافة

أدب- عن “العم خالد” و”ظلال السنين”

أدب- عن “العم خالد” و”ظلال السنين”

 

*كتب/ زلي عصمان

إذن فقد مضت سبعة وثمانون عاماً من عمرك، مضت من شبابك وحيويتك وأمانيك الزاهرة.. كيف مضى كل هذا العمر، وكيف مرت كل تلك السنوات؟ .
لن تضيف العناوين والسمات والصفات شيئاً إلى تجربة المخرج المسرحي والتلفزيوني والسينمائي الفنان (خالد خشيم) ..
وها هو يكمل سرد ذكرياته (ظلال السنين) التي ستصدر قريباً في كتاب .
التوثيق، التأريخ كذاكرة وآنٍ وآت، عملية تبدو للوهلة الأولى سهلة، ولكن من العسير التقاط الذكريات الغالية من شتاتها الموغل في مسارب النفس وأغوارها السحيقة، وبخاصة حين ترتبط الذكريات بأنضر سنوات العمر وأشدها ألقاً ورهافة وربما فجيعة .
الأستاذ خالد خشيم هو فنان من زمن الجرح والحب والغضب، يمتلك اتقاد التمرد على أوجاعنا وآلامنا، وتذكرني أعماله الفنية بحضوره الطاغي وصهيل غضبه الجميل وطاقاته الفنية التي فتحت له مكانة رفيعة في صدارة الفن الليبي .
في كتابه القادم (ظلال السنين) هو شاهد يطعّم شهادته بعشرات الوثائق والصور، يتمتم بهسيس الروح ونبض الخطوات الحذرة.. يلتفت قلب العم خالد إلى الوراء، يحاول التخلص من أحماله، من أثقال الجبال التي ينوء بها رحله، يرتخي جسده تحت تزاحمات الأشواك والأشواق.. يلتفت قلبه إلى الوراء، يسافر إلى الخلف عشرات السنين ويقف على أعتاب البراءة والخضرة والماء .
أستاذ خالد إنني ألمس حزنك وأنت تلتفت إلى الوراء بفرح، وأنت تبحر بزورقك الذي ما يزال يمخر في هذا البحر الرهيب، وعلى جانب هذا الزورق لتسمح لي أن أرشق زجاجة عطر وذلك بعض الوفاء -أقله إذا أردنا الدقة- فمرحى لكتابك وتحيات من القلب من أحد المعترفين بريادتك لنا، ولتتقبل إعجاب إنسان يقدس الفن في سبيل خير الإنسان .
العم خالد.. يا صاحب المقام الرفيع
ستصدر قريباً مذكراتك (ظلال السنين).
فهل نسيت أن أهنئك؟ ..
إن ذاكرتك هي ذاكرتنا
ولا يهنئ المرء نفسه .
فالسلام على ذكرياتك، والسلام عليك صاحبها ومحررها والمضفي عليها الجهد الكبير الصابر .
وعمراً مديداً لقلبك .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى