
الناس-
سلطت الصحف السويسرية الضوء على طلب هانيبال القذافي اللجوء إلى سويسرا، وهو الذي أحدث سابقا أزمة دبلوماسية غير مسبوقة بين سويسرا وليبيا.
ووفق وكالة سويس إنفو التابع لهيئة الإذاعة والتلفزيون السويسرية فقد نشرت صحيفة بليك تقريرا مفصلا عن طلب “هانيبال” اللجوء إلى سويسرا بعد 15 عاما من تسببه في أزمة دبلوماسية غير مسبوقة بين ليبيا وسويسرا.
وفصّلت الصحيفة في الأزمة التي اندلعت عام 2008 عندما “اعتقل هانيبال في جنيف للاشتباه في إساءة معاملة اثنين من العاملين المنزليين، وقد أدى هذا الحادث إلى ردود فعل عنيفة من طرابلس، بما في ذلك التهديد بخفض إمدادات النفط، وإغلاق السفارة السويسرية.
وقد خرج القذافي وقتها على الهواء ليطالب العالم الإسلامي بمقاطعة سويسرا “الكافرة” لاعتدائها –وفق خطابه ذاك- على مقدسات المسلمين، إذ كان سويسرا وقتها قد حظرت مكبرات الصوت على مآذن المساجد التي تعلن عن أوقات الصلاة، وانطلقت حملات داخل ليبيا لموالين للنظام لمقاطعة المنتجات السويسرية في السوق الليبي.
ويشير التقرير إلى أن النظام الليبي آنذاك قام باحتجاز رجليْ أعمال سويسريين كرهائن لمدة تقارب العامين، بداعي دخولها إلى ليبيا بطريقة غير شرعية، واصفا ذلك بالهجرة غير الشرعية، “مما اضطر الرئيس السويسري آنذاك هانز-رودولف ميرتس إلى السفر إلى ليبيا والاعتذار علنًا، في خطوة عُدّت إهانة لسويسرا”- يقول التقرير.
ينتقل كاتب التقرير إلى الوضع الحالي، ويوضح أن هانيبال محتجز في لبنان منذ 2015م دون محاكمة، في إطار التحقيقات المتعلقة باختفاء الإمام الشيعي موسى الصدر عام 1978م، رغم أنه كان يبلغ من العمر ثلاث سنوات وقتها.
وحول طلب اللجوء يقول التقرير إن “أفراد عائلة القذافي، ومصادر لبنانية متعددة أكدوا رغبته في تقديم طلب لجوء إلى جنيف. ويضيف: في المدينة التي عاش فيها حياة باذخة في مطلع الألفية: مع الفنادق الفاخرة، والسيارات الرياضية، وحرس شخصي”.
غير أن السلطات السويسرية رفضت التعليق على هذه المسألة –وفق المصدر- مؤكدة أنها تدرس كل طلب لجوء بشكل فردي وفقا للأحكام القانونية السارية.
ويختتم التقرير بالقول “الواضح أن قضية هانيبال القذافي لم تنته بعد، مايزال مصيره مرتهنا بالتحركات الجيوسياسية بين ليبيا ولبنان، والقوى المؤثرة مثل الولايات المتحدة”.