اخبارالرئيسيةعيون

عقيلة صالح إلى واشنطن بزيارة مفاجئة.. هل تحرك الجمود السياسي في ليبيا؟

عربي 21-

وصل “صالح” إلى واشنطن بشكل مفاجئ يرافقه بعض أعضاء مجلس النواب الليبي وذلك لعقد عدة اجتماعات، وبحث التطورات السياسية على الساحة الليبية مع بعض المسؤولين في واشنطن، دون إعلان محاور الزيارة أو طبيعة المسؤولين الأمريكيين.

انفتاح على الشرق
وسبقت هذه الخطوة.. زيارة قام بها مدير صندوق التنمية وإعادة إعمار ليبيا، بلقاسم حفتر إلى الولايات المتحدة بناء على دعوة من وزارة الخارجية الأمريكية للقاء مع مسؤولين أمريكيين والتنسيق معهم في الأمور التي تتعلق بإعمار ليبيا.

وتعمد بلقاسم أن ينفي أي علاقة له أو صفقات لصندوق الإعمار الذي يترأسه مع دولتي الصين أو روسيا، ما فهم وقتها أنها “مغازلة واضحة” منه لواشنطن.

ولوحظ مؤخرا نشاط وتحرك أمريكي عالي المستوى للتواصل والتنسيق مع معسكر الشرق الليبي، لكن أغلبه يقتصر على معسكر حفتر وأبنائه خاصة مع اللقاءات التي عقدها القائم بأعمال السفارة الأمريكية لدى ليبيا “جيريمي برنت” برفقة وفد رفيع المستوى، مع بلقاسم حفتر وأخيه رئيس أركان الوحدات الأمنية خالد.

وفي نهاية سبتمبر الماضي التقى “حفتر” وفدا أمريكيا رفيع المستوى برئاسة مساعدة وزير الدفاع للشؤون الأمنية الدولية سيليست والاندر، ونائب قائد القيادة العسكرية الأمريكية في أفريقيا «أفريكوم» الفريق جون برينان، “لبحث التنسيق ومحاربة الإرهاب”.

فهل تدخل زيارة “عقيلة صالح” لواشنطن في إطار التوجه والانفتاح الأمريكي نحو الشرق الليبي أم إنها زيارة للضغط وفك الجمود في المشهد الليبي؟

 

زيارة دعاية وغير مؤثرة
من جهته قال وزير التخطيط الليبي السابق، عيسى التويجر، إنه “ليس بالضرورة ربط زيارة رئيس مجلس النواب، عقيلة صالح، بزيارات أخرى مشابهة أو من شخصيات تحسب على معسكر الشرق إلا من حيث أنها ككل الزيارات تأتي في إطار الصراع الدائر بين الشخصيات التي تتصدر المشهد وتعتبر زيارة أمريكا دعما لها على الأقل أمام المؤيدين والخصوم”.

وأوضح في تصريحات لـ”عربي21″ أن “مثل هذه الزيارات ترتبها شركات دعاية وتسويق وعادة ما تكون غير مؤثرة خاصة في هذا الوقت التي تنشغل فيه الولايات المتحدة بالتحضير للانتخابات الرئاسية”، وفق قوله.

مواجهة الوجود الروسي
في حين أكد الكاتب السياسي الليبي المقيم في أمريكا، محمد بويصير، أن “واشنطن لديها نوعان من الاعتراف بالكيانات السياسية، الأول يسمونه “ديفاكتو” بمعنى الاعتراف بالأمر الواقع وهم يستندون إليه في التعامل مع كل الأطراف الفاعلة في أي أزمة سياسية، والنوع الثاني: يسمونه “ديجوري” أو الاعتراف الاختياري وهو الذي يأتي معه بالتعاون والتحالف وربما الدعم”.

وأشار في تصريحاته لـ”عربي21″ إلى أن “لقاءات الأمريكان مع الأطراف الليبية الآن كلها بدون استثناء هي تحت بند الديفاكتو، للتفاعل والفهم وتوضيح ثقل أمريكا وتوجهاتها وطلباتها، وهذه اللقاءات تأتي لتزايد اهتمام واشنطن بمواجهة الوجود الروسي في شرق وجنوب ليبيا، لذلك فإن من المنطقي أن تكون الأطراف الفاعلة فى تلك المناطق هي المستهدفة”، وفق رأيه.

وتابع: “عقيلة صالح ومجلس النواب هو ما يقول وزير الخارجية الروسي “لافروف” أنهم من دعوه إلى ليبيا ويستند إليه في تواجد الروس هناك، لذلك فإن الحديث مع عقيلة في ظل هيبة العاصمة واشنطن مهمة للغاية”.

وقال لـ”عربي21″: “معلوماتي الخاصة أن عقيلة صالح أبدى للبعض ارتباكه من الزيارة لأنه يعرف أن موضوع خروج الروس هو الموضوع الأساسي للزيارة والنقاش ولا يدري كيف سيتعامل معه وهو لا يمتلك أي أدوات لذلك”، كما صرح.

معسكر الشرق متماسك
في حين قال المحلل السياسي الليبي، السنوسي إسماعيل الشريف، إن “معسكر الشرق الليبي منسجم مع نفسه والمؤسسات السياسية والعسكرية هناك متحدة وتتحدث بصوت واحد وحضورها صار واضحا في مناطق سيطرتها وتأثيرها يصل في بعض الجوانب إلى خارج مناطق نفوذها، وعلاقاتها الدولية صارت تتطور باضطراد واستمرارية مخطط لها بشكل منظم.

وأضاف في تصريح لـ”عربي21” أنه “رغم النفوذ الدولي إلا أن قرارات البرلمان والجيش الليبي والحكومة الليبية في الشرق أكثر استقلالية بالنظر لحالة التكاتف والتعاضد بين تلك المؤسسات، بعكس المؤسسات في غرب البلاد فهي متناطحة متضاربة الصلاحيات وليس بينها تواصل فضلا عن تحالف أو توافق حيث يعلو صوت الخلافات بينها، لذا فإنها انكشفت أمام اتحاد المؤسسات الليبية في الشرق الليبي”، بحسب تقديره.

 

تظاهر بتأييد أمريكي
الباحث الليبي في معهد “جو هوبكنز” الأمريكي والمقيم هناك، حافظ الغويل، علق على الزيارة قائلا: “رئيس مجلس النواب عقيلة صالح، سيذهب إلى واشنطن لمقابلة مسؤولين أمريكيين لا قيمة فعلية لهم، ورفضنا استضافته في المركز الذي أديره كما رفض ذلك عدة مراكز دراسات في واشنطن”.

ورأى خلال تدوينة على صفحته الرسمية أن “عقيلة يزور واشنطن فقط لالتقاط الصور والتظاهر بأنه يتمتع بتأييد أمريكي، لكنه وفق معلوماتي سيلتقي مسؤولين أمريكيين لا قيمة فعلية لهم الآن وهم في طريقهم إلى الخروج من الحكومة ودوائر صنع القرار بعد الانتخابات الأمريكية خلال أسابيع قليلة”، بحسب كلامه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى