* كتب/ رفعت حداقة،
تقرير عن زيارتي إلى ليبيا..
عندما يسألني صديق عن زيارتي إلى ليبيا وتقييمي للوضع فيها أجد نفسي في حرج، فليس من السهل علىّ أن أقدم جواباً علمياً موضوعياً؛ لأني أعلم أني أراها بقلبي ولا أراها بعيني، وكما قيل “وعين الرضا عن كل عيب كليلة”، فالحبيب يصعب عليه أن ير عيوب محبوبته، أو أن يحصي مثالبها ومع ذلك سأحاول.
جئت إلى ليبيا على متن طيران التاج، كانت الرحلة في موعدها، والطائرة جديدة والطقم مهذب، ولكن الأكل ليس في المستوى.
عندما وصلت إلى مطار معيتيقة كانت إجراءات الأمن والجوازات سلسة وسريعة، ولكن استلام الشنط كان بطيئاً وفوضوياً، قضيت فترة الانتظار أتأمل في السقف الجديد المتهالك.
ميزة عروس البحر أنها تحتضن كل الليبيين ولا تفرق بين أبنائها، التقيت فيها بأصدقاء من طرابلس ومصراتة وبني وليد وزليتن والزنتان وككله ويفرن وبنغازي وسبها والزاوية ودرنة… وأكلت فيها أطيب الطعام، وأقوى وجبة كانت بازين بلحم القعود في بيت أحد الأصدقاء الكرام.
كنت أعلم أن الليبيين ذواقين وفنانين في القهوة، لكن الأيس كريم يلي كليته في طرابلس وبصفتي من عشاق الجيلاتي أيضاً نبصم عليه بالعشرة.
المدينة القديمة كنتُ أراها من الخارج فقط ولكن عندما دخلتها ذُهلت وكأني اكتشفت كنزاً عظيماً بل هي حقاً كنز عظيم، أنا رممت عدد من المباني الأثرية في ألمانيا، ولذلك أعلم قيمة الجواهر التي أمامي، كنت أتجول في أزقتها وأتأمل الجدران والأعمدة والزخارف والسعادة تغمرني، فرحت كثيراً عندما دخلت بيت إسكندر الذي تم ترميمه وتألمت أكثر عندما دخلت حوش قرجي وبيت اللا الجهانية المتهالكان. وبهذه المناسبة أشكر كل الإخوة الذين كان لهم دور في صيانة أجزاء من المدينة القديمة وأرجوا أن يوفقوا لإتمام مهمتهم.
الكهرباء والطرق والبنية التحتية فيها تحسن ملحوظ، ولكن الأهم هو توقف الحرب ولله الحمد.
الخلاصة: الجو حلو، والمساجد عامرة، والناس الطيبة كثر، والخير موجود، والمستقبل مشرق بإذن الله.
لا تسألوني عن السياسة فعلاقتي بها حب من طرف واحد، أبتعد عنها وهي تطاردني، فلا تذكروني بها..