* كتب/ ادريس بوفايد،
اتضح جلياً اليوم للقاصي والداني بأن مجلس عقيلة وإن انتخب أعضاؤه بانتخاب شعبي سنة 2014 والذي فضل منذ جلسته الأولى العمل تحت سيطرة الانقلابيين (على الإعلان الدستوري وثورة 17 فبراير) والارتماء في أحضانهم، قد تحول عملياً لبرلمان كرتوني بكل ما تعنيه الكلمة من معنى، وأصبح رئيسه دمية في يد خليفة حفتر يحركها كيفما يشاء ومتى شاء ..!!
فرغم توافق لجنتي الحوار بالكامل بالقاهرة على شروط الترشح للرئاسة بما فيها استقالة العسكري قبل تقديم أوراق ترشحه، وكذلك تم التوافق الكامل بين الطرفين على ضرورة تنازل مزدوج الجنسية على جنسيته الثانية قبل الترشح، نرى الدمية عقيلة صالح ينقلب على هذا التوافق، ليس لمصلحته وإنما لمصلحة سيّده ويصر في آخر لحظة على السماح لمزدوجي الجنسية (حفتر وحفتر وحفتر) بالترشح دون التنازل على جنسيتهم/ جنسيته الثانية.. ولدرجة أنه يغضب ويزعل ويقاطع الاجتماع لعدم تجاوب المجلس الأعلى للدولة لهذا الشرط المهين والمفصل على مقاس شخص واحد لا غير في طول البلد وعرضها!
الكثير من إخواننا يجمعون بين البرلمان الكرتوني والمجلس الأعلى للدولة في سلة واحدة وينظرون لهما بمنظور واحد. ولولا وجود مجلس الدولة كصمّام أمان لتفرد الدمية عقيلة صالح وبرلمانه الكرتوني بكل التعديلات الدستورية والقوانين والقرارات ولفصّل كل ذلك على مقاس سيده وأبنائه وحوارييه ولحَلّ بالوطن وأهله مصيبة المصائب ولا قامت لثورة فبراير قائمة ..!!
المشكلة -علاوة على سلبية الليبيين- تتعمق في تسرع أحكامهم وعنادهم وقلة صبرهم، وهم مع ذلك ينقسمون لأربعة أقسام:
قسم فاهم وتهمه المصلحة الوطنية أولا وهم ربما الأقلية.
وقسم ثاني فاهم ولكن مصلحته الشخصية هي الأولى في الاعتبار.
وقسم ثالث غير فاهم ويريد أن يفهم لكنه يخبط خبط عشواء وعذره عدم إدراكه لبواطن الأمور.
وقسم رابع غير فاهم ولا يريد أن يفهم، وهو رأس العناد، ومعزة لو طارت، وهذا الحوار والحديث معه تضييع للوقت والجهد معاً.
المشكلة العوصاء والعوجاء والعصية على الفهم حقاً أن هناك من بيننا من يطالب بانتخاب برلمان جديد ولا مانع لديه أن يعمل تحت حماية ووصاية الانقلابيين .. !!
بمعني صناعة برلمان كرتوني ودمية جديدين (بالنايلو)
فاعتبروا يا أولي الأبصار.