الرئيسيةالراي

رأي- المنطقة العربية والحروب المتواصلة

 * كتب/ خالد الجربوعي،

هل كتب على المنطقة العربية أن لا تعيش عقدا واحدا من الزمن منذ الحرب العالمية الثانية، وخاصة بعد بدء مرحلة الاستقلال والتحرر عن الاستعمار الأجنبي دون حروب ومعارك مختلفة ومتنقلة من مكان إلى آخر، وإن كان الشرق العربي هو الأكثر احتضانا لكل هذه الحروب والمعارك.. من معارك داخلية بين دول المنطقة أو معارك خارجية بين إحدى دول المنطقة ودول من خارجها، والتي زهقت فيها أرواح آلاف وملايين البشر ودمرت المدن والحجر.

وهذه نبذة عن جل هذه المعارك والحروب منذ نهاية الحرب العالمية الثانية في المنطقة العربية، من المغرب غربا حتى الكويت والعراق شرقا..

* في فترة الأربعينيات وبعد نهاية الحرب الثانية بسنوات محدودة كانت حرب العرب ضد الصهاينة المحتلين لأراضي فلسطين في عام 1948 وما عرف بعام النكبة حيث أعلن في ذلك العام عن ولادة دولة العدو الصهيوني رسميا، بعد انتصارها على عدد من جيوش الدول العربية التي حاولت منع احتلال فلسطين وإقامة الدولة الصهيونية.

* في عقد الخمسينيات كانت الحرب على مصر 1956 أو ما عرف بالعدوان الثلاثي بعد أن تحالفت كل من بريطانيا وفرنسا والعدو الصهيوني لمهاجمة مصر عبد الناصر بعد إعلانه عن تأميم قناة السويس.

* في الستينيات كان العدوان الصهيوني على عدة دول عربية واحتلال جزء من أراضيها وذلك في حرب يونيو 1967 أو ما عرف بعام النكسة، والتي تمكن فيها العدو الصهيوني من هزيمة العرب مرة أخرى واحتلال أراض جديدة من الأراضي العربية في مصر وسوريا وطبعا الضفة الغربية وغزة والقدس، في حرب لم تستمر أكثر من 6 أيام استطاع فيها العدو تحقيق ما لم يكن في الحسبان.

ولا ننسى في نفس هذا العقد “الستينات” حرب اليمن التي تقاتل فيها العرب ضد بعضهم البعض سواء من أبناء اليمن أو من دول عربية أخرى تحالف كل طرف منها مع أحد أطراف النزاع وعلى رأسها مصر والسعودية اللتان وجهتا بعضهما البعض على الأراضي اليمنية.

* في السبعينيات كانت الحرب التي يعتبر البعض أن العرب حققوا فيها نصرا على العدو الصهيوني رغم أن النتائج النهائية والمكاسب السياسية تقدم عكس ذلك تماما “وإن كان هذا ليس موضوعنا” ألا وهي حرب أكتوبر 1973 بين العرب والعدو الصهيوني، والتي استطاع العرب في أولها تجاوز خط برليف الحصين في سيناء، واستعادة بعض من أراضي الجولان السورية، لكن نهاية الحرب كانت غير ذلك تماما.

طبعا دون أن ننسى انطلاق شرارة الحرب الأهلية اللبنانية التي بدأت في سنة 1975 واستمرت لحوالي 15 عاما، وإن كانت تبعاتها متواصلة حتى اليوم.

* في الثمانينيات كان الغزو الصهيوني للبنان وتحديدا في سنة 1982 بعد محاولة أولى كانت في 1978، وما فعله من دمار وقتل واستباحة لأراضي عاصمة عربية أمام أنظار كل العرب.. طبعا بعد أن أمن جانبه الجنوبي من ناحية مصر بعد اتفاقية سلام بينه وبين مصر، وهذه إحدى نتائج حرب أكتوبر..

ولا ننسى الحرب العراقية الإيرانية التي بدأت في سنة 1980 واستمرت لحوالي عقد من الزمن.

* في التسعينيات كان غزو الكويت من قبل النظام العراقي في سنة 1990 واحتلالها لتشتعل شرارة حرب الخليج الثانية لتحرير الكويت، والدخول إلى العراق من قبل تحالف دولي تقوده أمريكا شاركت فيه حوالي 33 دولة من بينها عدة دول عربية ردا على غزو الكويت من قبل القوات العراقية.

* في العقد الأول للألفية الثالثة كانت حرب غزو العراق وإسقاط نظام صدام من قبل أمريكا وعدد من حلفائها في سنة 2003.. إضافة إلى العدوان على لبنان من قبل العدو الصهيوني في حرب 2006 واشتعال الحرب بين العدو والمقاومة اللبنانية متمثلة في حزب الله، والتي انتهت بهزيمة للعدو بعد 33 يوما من القتال.

* في العقد الثاني من الألفية كان ما عرف بالربيع العربي من أجل إسقاط عدد من الأنظمة العربية في بعض الدول، والذي تحول إلى حروب شملت جل هذه التي شهدت هذه الثورات والتي مر بها هذا الربيع ومازال بعضها متواصلا حتى اليوم ولو نسبيا.

طبعا هذا جزء من كثير من الصراعات التي شهدتها المنطقة طوال هذه العقود، منها الحرب الليبية التشادية التي استمرت لعدة سنوات، وشغلت أكثر من عقد من الزمن.. إضافة إلى حرب الصحراء الغربية بين المغرب وجبهة البوليساريو الصحرواية، وبدعم من عدة دول أخرى، مع هذا الطرف أو ذاك، والتي مازالت لم يحسم مصيرها حتى اليوم.

ولابد أن نشير إلى عديد الحروب التي خاضتها المقاومة الفلسطينية في عدة دول عربية، خاصة الأردن وما عرف بأيلول الأسود، ثم في لبنان ومشاركتها في الحرب الأهلية التي انتهت بإخراج قادة المقاومة وجزء من عناصرها إلى خارج الدولة اللبنانية.. مع الإشارة إلى حرب الاستنزاف بين العرب وإسرائيل بعد هزيمة 67 حتى حرب أكتوبر 73، إضافة إلى عدة مواجهات كادت أن تعصف بالمنطقة، منها بين ليبيا ومصر في 77.. وبين ليبيا وتونس في الثمانينات.. إضافة إلى العشرية السوداء بالجزائر في التسعينيات والتي كانت في مواجهة الإرهاب.

ولا ننسى الصراع في السودان الذي لم يتوقف تقريبا حتى اليوم، وتفتح جبهته من حين لآخر، رغم ما حدث من تقسيم للبلاد إلى دولتين.

كذلك لابد من ذكر ما حدث ويحدث من حرب باردة بين عديد دول المنطقة، وإن لم تصل إلى المواجهة المباشرة، ولعل أشهرها الذي مازال مستمر حتى اليوم الصراع الجزائري المغربي.. وما كان من صراع وخلاف سوري عراقي حتى سقوط نظام صدام.. وخلافات ليبيا مع جل الدول العربية في فترات ومراحل مختلفة لم تسلم منها دولة تقريبا..

هذه هي المنطقة العربية وما تعيشه منذ بدء حركة استقلال شعوبها من الاستعمار الغربي. طبعا لا ننسى أن عددا من دولها لم تتعرض إلى أي من هذه الحروب بداخلها رغم أنها كانت من أقوى الداعمين للكثير منها، سواء سياسيا أو ماليا أو بأي طريقة أخرى، وعلى رأسها الدول الخليجية باستثناء احتلال العراق للكويت، التي يمكن القول إنها الحرب الوحيدة على أرض خليجية.

فمتى ينعم العرب بالسلام؟ ومتى ينتهي قطار الدم الذي يتنقل بينهم بلا توقف دون بقية العالم؟ ومن المسؤول عن كل ذلك أم هو قدر هذه المنطقة طوال التاريخ.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى