تصنيف “مراسلون بلا حدود” لحرية الصحافة 2023: تهديدات آلة التضليل
العربي الجديد-
أشارت “مراسلون بلا حدود” إلى أن الصحافة “لا تزال تئن تحت وطأة السيطرة الخانقة في الشرق الأوسط، سواء على أيدي الأنظمة الاستبدادية أو بفعل الرقابة التي تفرضها المليشيات على وسائل الإعلام، حيث يُعتبر وضع حرية الصحافة (خطيراً للغاية) في أكثر من نصف دول المنطقة”.
وتعطي المنظمة أمثلة:
إيران (المرتبة 177)، كثفت آلتها القمعية، واعتقلت أكثر من 70 صحافياً في الأشهر التي تلت وفاة الطالبة الشابة مهسا أميني.
لا تزال المملكة العربية السعودية (170) تراوح مكانها في ذيل الترتيب، وهي التي تتمادى في قمع الصحافيين وإصدار أحكام قاسية عليهم ومنعهم من مغادرة البلاد والتجسس عليهم، حتى عندما يكونون في الخارج.
وفي الخليج عموماً، يلجأ الحكّام أيضاً إلى التجسس والرقابة للسيطرة على الصحافة.
في الأردن (166) تواصل المحاكم فرض حظر على نشر بعض المعلومات.
تستمر الرقابة في مصر (166)، حيث تُغالي الديكتاتورية العسكرية في حبس الصحافيين عوض الوفاء بوعدها المتمثل في إجراء الإصلاحات التي طال انتظارها.
لا تزال سورية (175) من أخطر بلدان العالم على سلامة الصحافيين، الذين يجدون أنفسهم عالقين بين قصف جيش بشار الأسد الدموي ونيران المليشيات المختلفة وهول التدخلات العسكرية التركية، إذ لا تزال البلاد تحتل الصدارة في التصنيف العالمي للدول حيث يوجد أكبر عدد من الصحافيين الرهائن، ويليها كل من اليمن (168)، والعراق (167).
ورغم الارتقاء الذي سجلته فلسطين (156)، بصعودها 14 مركزاً، إلا أن مؤشر الأمن في هذا البلد لا يزال متدهوراً للغاية، بعد اغتيال صحافيَين آخرَين بالرصاص الإسرائيلي أمام إفلات تام من العقاب.
وسلّطت المنظمة الضوء على التقدم الذي أحرزته قطر (105)، إذ تقدمت 14 مرتبة في التصنيف العالمي، مرجعة ذلك بشكل أساسي إلى تخفيف قواعد كثيرة للعمل الصحافي، بالتزامن مع تنظيم كأس العالم لكرة القدم.
وفي المغرب العربي لم يختلف الوضع كثيراً، إذ “لا تزال ظروف عمل الصحافيين في تدهور مقلق في بلدان شمال أفريقيا التي باتت تعيش موجة من الانحراف السلطوي كما تبيَّن في كل من تونس (121)، تحت حُكم الرئيس قيس سعيد، والجزائر (136)، في عهد عبد المجيد تبون. وفي المغرب (144)، لا يزال الصحافيان عمر الراضي وسليمان الريسوني قيد الاحتجاز التعسفي، كما تظل المضايقات القضائية جاثمة على بقية الصحافيين الناقدين”.
في ما يلي ترتيب الدول العربية في التصنيف مع التقدّم أو التراجع الذي أحرزته كل دولة عربية:
الدولة | التصنيف العالمي | التصنيف العربي |
جزر القمر | 75 | 1 |
موريتانيا | 86 | 2 |
قطر | 105 | 3 |
لبنان | 119 | 4 |
تونس | 121 | 5 |
الجزائر | 136 | 6 |
الصومال | 141 | 7 |
المغرب | 144 | 8 |
الإمارات العربية المتحدة | 145 | 9 |
الأردن | 146 | 10 |
السودان | 148 | 11 |
ليبيا | 149 | 12 |
الكويت | 154 | 13 |
عمان | 155 | 14 |
فلسطين | 156 | 15 |
جيبوتي | 162 | 16 |
مصر | 166 | 17 |
العراق | 167 | 18 |
اليمن | 168 | 19 |
المملكة العربية السعودية | 170 | 20 |
البحرين | 171 | 21 |
سورية | 175 | 22 |
التصنيف العالمي
بحسب تصنيف المنظمة حافظت “النرويج على موقعها في الصدارة للعام السابع على التوالي، وعلى غير العادة احتلت المركز الثاني دولة من خارج منطقة اسكندينافيا، وهي أيرلندا”.
وقد جاء تصنيف الدول العشر الأولى على الشكل التالي:
النرويج
أيرلندا
الدنمارك
السويد
فنلندا
هولندا
ليتوانيا
إستونيا
البرتغال
تيمور الشرقية
إلى ذلك، ندّد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، الثلاثاء (02 مايو 2023م)، باستهداف الصحافيين، مشيراً إلى أنّ “حرية الصحافة تتعرّض للهجوم في أنحاء العالم كافة”. وقال غوتيريس في رسالة عبر الفيديو، بُثّت عشية الذكرى الثلاثين لليوم العالمي لحرية الصحافة: “كلّ حرياتنا تعتمد على حرية الصحافة… حرية الصحافة هي شريان الحياة لحقوق الإنسان”، وأضاف: “لكن حرية الصحافة تتعرّض للهجوم في أنحاء العالم كافة”، مشيراً إلى أنّه “يتمّ استهداف الصحافيين والعاملين في الإعلام مباشرة عبر الإنترنت وخارجه خلال قيامهم بعملهم الحيوي. ويتعرّضون للمضايقة والترهيب والاعتقال والسجن يومياً”.
وكانت منظمة مراسلون بلا حدود قد أفادت بأنّ 55 صحافياً وأربعة متعاونين مع وسائل إعلام قُتلوا أثناء قيامهم بعملهم عام 2022. ولفت الأمين العام للأمم المتحدة الانتباه إلى “تزايد تركيز صناعة الإعلام في أيدي قلّة وإفلاس العديد من وسائل الإعلام المستقلّة”، وقال إنّ “الحقيقة مهدّدة بالتضليل وخطاب الكراهية اللذين يسعيان إلى طمس الخطوط الفاصلة بين الحقيقة والخيال وبين العلم والمؤامرات”.
وتطرّقت الأمينة العامّة لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (يونسكو) للمسألة نفسها. وقالت أودري أزولاي إنّ “هذه التحديات الجديدة التي يواجهها الصحافيون تأتي في الوقت الذي نحتاج فيه إليهم أكثر من أيّ وقت مضى، لأنّ تقدّم العصر الرقمي يغيّر المشهد المعلوماتي بأكمله”، وأكّدت أنّه “من غير المقبول” أن يتعرّض صحافيون “للمضايقة والهجوم، وأحياناً يُسجنون وذلك فقط لأنّهم يقومون بعملهم”.
ولفت مدير تحرير صحيفة نيويورك تايمز آرثر سالزبرغ الانتباه مباشرة إلى إيفان غيرشكوفيتش، الصحافي الأميركي في صحيفة وول ستريت جورنال المحتجز في روسيا بتهم التجسّس التي ينفيها. وقال سالزبرغ: “لا يزال مسجوناً في روسيا بتهم باطلة، ويجب إطلاق سراحه”.