الناس-
أشاد الناقد الليبي “عبدالحكيم المالكي” مجددا برواية “صندوق الرمل” للروائية الليبية “عائشة إبراهيم” معتبرا إياها: “من أعظم ما قرأت من روايات ليبية”.
كما أشاد برواية “إيشي” للروائية “عائشة الأصفر” معتبرا إياها مكسبا للرواية الليبية، ومعربا عن قناعته بأن “الأصفر” هي “روائية الجنوب الليبي بجدارة واقتدار”.
جاء ذلك في محاضرة ألقاها الثلاثاء (13 فبراير 2024م) نظمها قسم التاريخ بكلية التربية جامعة مصراتة، ضمن موسمه الثقافي، وأدارها الدكتور “حسن الأشلم” أستاذ الأدب بالجامعات الليبية.
وكان عنوان المحاضرة (النقد السردي تطبيقيا) انطلق فيها المحاضر من هامش التقريب بين النظرية والتطبيق، حيث صنف القراءات إلى ثلاثة أنواع: “قراءة أكاديمية مبنية على خلفية نظرية، قراءة صادرة من زاوية الكاتب تمثل خلاصة تصوره لنصه الذي كتبه، وقراءة بينية أي بين النقد والكتابة”
وباستعراض مقتضب لما قدمه المحاضر فقد تحدث عن 17 رواية لثمانية روائيين ليبيين، اختارها ليشتغل عليها، مبتدئا بمقدمة ذكر فيها الحضور المنوع بقاعة الدكتور علي فهمي خشيم بأن “في النص السردي قوة شد وأخرى تصدير”.. أي شد المتلقي أولا، ثم “تصدير الشحنات العاطفية والفكرية والتأملية” إليه.
وفي اتجاه الدخول في صلب المحاضرة تحدث “المالكي” عن الرواية من حيث الموضوع بأنها “هي فن رصد التحولات والصراعات”، ومن حيث المحتوى فقد “صارت الرواية الحديثة متنا لثقافات وفلسفات ورؤى مجتمعية”، “وقد تكون أحيانا مادة للتعريف بتلك المجتمعات وخصائصها”- يقول المالكي.
واستمر في التمهيد للمحاضرة بمقدمة لا تقل تشويقا، فيطرح هنا سؤالا: “لماذا كل هذه الطرق المعقدة في الكتابة وهذا الرصد لشخصيات متباينة أو مختلفة معقدة أو مسطحة؟ وهذا الكم من الاشتغالات التصويرية الوصفية أو السردية، وهذا الحشد من الأساليب الإنشائية في الرواية”؟
ثم يجيب بأن الهدف -في تصوره- هو رغبة المتلقي في السيطرة على القارئ، ثم البدء في تصدير رؤيته وطرح أفكاره..
وهكذا تغوص بنا المحاضرة في عوالم 17 رواية “بين تصدير الشحنة وشد المتلقي” مستعرضا:
روايات أحمد نصر: القرية التي كانت، في زمن الحرب، عمي الصديق
روايات عبدالله الغزال: التابوت والقوقعة والخوف أبقاني حيا
روايات عائشة الأصفر: النص الناقص، وعلاقة حجة، وإيشي
روايات عائشة إبراهيم: قصيل، وحرب الغزالة، وصندوق الرمل
رواية عزة رجل: ذاكرة بلا صور
رواية غالية الذرعاني: أم الزين، وقوارير خاوية
رواية خيرية عبدالجليل: اختلاس ذاكرة غير صلبة
رواية المتافيزيقا لفتحي محمد مسعود.
يشار إلى أن “عبدالحكيم المالكي” متخصص في الهندسة الميكانيكية، إلا أن اشتغاله النقدي على مذهب الناقد العربي “سعيد يقطين” طغى على تخصصه، فأنتج حتى الآن (14) كتابا في النقد الحديث- وفق ما قدمه مدير الجلسة.
مواضيع ذات صلة:
أكاديمي ليبي: الجرمنت أول حضارة ليبية خالصة. وهيرودوت لم يقل “من ليبيا يأتي الجديد”
