الرئيسيةفضاءات

لماذا لا تستقر ويكيبيديا على تعريف تايوان؟

BBC

إذا توجهت بالسؤال لمحرك البحث غوغل: “ما هي تايوان؟” ستأتيك الإجابة: “دولة في شرق آسيا”.

ولكن في أوائل سبتمبر/ أيلول كانت الإجابة تأتي على النحو التالي: “إقليم في جمهورية الصين الشعبية”.

وفي الواقع فإن غوغل وغيره من محركات البحث تذهب إلى مكان واحد للحصول على إجابات لمثل هذه الأسئلة وهو ويكيبيديا. وفجأة تغيرت الإجابة على ويكيبيديا التي باتت ساحة لحرب “تعديل المدونات” بين الصين وتايوان.

وتقول جيمي لي، عضوة مجلس إدارة ويكيبيديا في تايوان: “هذا العام مجنون للغاية، فقد تعرض العديد من المدونين التايوانيين في ويكيبيديا لهجمات”.

وتعتبر ويكيبيديا مدونة وموقعا في آن واحد، فأي شخص يمكنه الكتابة فيه بل وتعديل ما كتب في هذا الموقع الذي يضم أكبر كم من المعرفة الإنسانية المتاحة على الإنترنت لدرجة أن البعض يعدها أعظم إنجازات العصر الرقمي، ولكن في نظر لين وزملائها فإنها تتعرض الآن للهجوم.

 

لكن ما هي تايوان التي تسببت في حرب على ويكيبيديا؟

بعد قيام جمهورية الصين الشعبية عام 1949 ظلت ثلاث جزر كبيرة خارج سيادتها وهي هونغ كونغ التي كانت خاضعة للاستعمار البريطاني حتى عام 1997، وماكاو التي كانت خاضعة للبرتغال حتى عام 1999، وفورموزا المستقلة (التي اتخذت لاحقا اسم تايوان)، ومنذ ذلك الحين تسعى الصين إلى إعادة السيطرة على تايوان.

وتقع تايوان المعروفة رسميا بجمهورية الصين الوطنية في شرق آسيا، وتشكل جزيرة تايوان 99 في المئة من أراضيها.

وكانت تايوان تابعة للصين حتى عام 1859، ثم خضعت لسيطرة اليابان وفقاً لمعاهدة “سيمونسكي”، ولكن عادت للسيطرة الصينية بعد هزيمة اليابان في أعقاب الحرب العالمية الثانية عام 1945.

وعندما انتصر الشيوعيون بقيادة ماو تسي تونغ في الحرب الأهلية على الوطنيين (الكومنتانغ) عام 1949، انسحب جزء من الجيش الصيني بقيادة تشانغ كاي تشيك إلى تايوان حيث أطلق الكومنتانغ عليها الصين الوطنية وزعموا أنهم يمثلون الصين الموحدة.

وفي يناير الماضي حذر الرئيس الصيني، شي جي بينغ، تايوان من أن بلاده لن تتخلى عن خيار استخدام القوة العسكرية لإعادة بسط سيادتها على جزيرة تايوان.

وقال جينبينغ، في خطاب له: “إن إعادة الوحدة يجب أن تجري في إطار مبدأ الصين الواحدة الذي يقر بأن تايوان جزء من الصين”، الأمر الذي رفضه أنصار استقلال تايوان.

 

وفي 25 من ديسمبر الماضي هدد وزير الدفاع الصيني بأن “الجيش سيتحرك مهما كان الثمن لإحباط المحاولات لفصل جزيرة تايوان” التي تتمتع بحكم ذاتي وتقول بكين إنها جزء لا يتجزأ من الصين.

وازداد التوتر بين تايوان والصين بعد أن فرضت الولايات المتحدة، الداعمة لتايوان، عقوبات على الجيش الصيني في الآونة الأخيرة، إلى جانب الحرب التجارية بين البلدين وتعزيز تايوان والصين المتزايد لوجودهما العسكري في بحر الصين الجنوبي.

وأرسلت الولايات المتحدة، في أكتوبر/تشرين الأول 2018، سفينتين حربيتين عبر مضيق تايوان.

وتدهورت العلاقات بين الصين وتايوان أكثر منذ تسلم تساي إينغ ون، رئاسة تايوان في عام 2016، وتنتمي إلى الحزب الديمقراطي التقدمي الذي يميل للاستقلال.

وكثفت بكين العام الماضي من الضغوطات العسكرية والدبلوماسية، ونفذت تدريبات جوية وبحرية حول الجزيرة، وأقنعت البلدان الصغيرة التي كانت تقيم علاقات دبلوماسية مع التي تايوان بالتوقف عن ذلك.

وتعتبر بكين تايوان إقليما متمردا على سلطة جمهورية الصين الشعبية الكبرى و”لا يجب أن تتمتع بأي نوع من الاستقلال”.

وكان الرئيس الصيني قد قال في خطابه إن: “الطرفين- في إشارة إلى الصين وتايوان- يمثلان جزءا من العائلة الصينية”، وإن مطالب استقلال تايوان كانت تيارا معاكسا للتاريخ لا مستقبل له”.

تسلسل زمني

1683 : باتت الجزيرة تحت حكم سلالة كينغ في الصين

1895 : هزمت الصين في أول حروبها ضد اليابان وسلمت تايوان للقوات اليابانية

1945 : عادت تايوان لسيادة الصين بعد هزيمة اليابان في الحرب العالمية الثانيةالصينية التي انتهت بسيطرة القوميين على جزيرة تايوان.

1947 : قامت قوات الصين الوطنية بقمع الاضطرابات في الجزيرة وسقط الآلاف من الضحايا

1949 : خسر زعيم الوطنيين تشانغ كاي تشيك الحرب ضد الشيوعيين بزعامة ماو تسي تونغ فهرب إلى تايوان وحكمها بقبضة حديدية حتى توفي عام 1975

الخمسينيات والستينيات : حققت تايوان نهضة صناعية سريعة

1971 : الأمم المتحدة تعترف بالصين الشعبية ممثلا وحيدا للبلاد لتحتل الصين مكان تايوان في مجلس الأمن

1979 : حولت الولايات المتحدة اعترافها الدبلوماسي من تايبه إلى بكين، فيما وافق الكونغرس على قانون يؤكد على مساعدة الجزيرة في الدفاع عن نفسها

1987 تايوان ترفع أحكاما عرفية استمرت 4 عقود وتخفف قيود السفر للصين

2000 أسفرت الانتخابات عن وصول الحزب الديموقراطي التقدمي للسلطة وذلك للمرة الأولى بعد عقود من احتكار الوطنيون السلطة

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى