الراي

رأي- الإرهاب والإعلام

 

*كتب/ عطية صالح الأوجلي

 

دراسة هامة تلك التي قامت بها كل من جامعة جورجيا وجامعة الاباما الأمريكيتين لمقارنة التغطية الإعلامية التي تحظى بها العلميات الإرهابية التي يقوم بها المسلمون وتلك التي يقوم بها غيرهم.

 

خلصت الدراسة الى أن “الهجمات الإرهابية” التي يقوم بها متشددون إسلاميون تحظى باهتمام إعلامي أكبر بـ 357 في المائة مقارنة مع الهجمات التي نُفذّت من قبل غير المسلمين أو البيض، رغم ان الهجمات التي نسبت إلى الإسلاميين كانت أقل بكثير من تلك التي قام بها غيرهم خلال مدة الدراسة  (2006 – 2015)

كما خلصت إلى أن التغطية الإعلامية المكثفة لهجمات الإسلامين هي التي تعطي الانطباع بأن هجمات المتطرفين الإسلامين هي الأكثر انتشارا.

 

وأوردت دراسة جامعة جورجيا مقارنة عن التغطية الإعلامية التي حظيت بها جريمتان إرهابيتان: الأولى كانت تفجير ماراثون بوسطن في الولايات المتحدة عام 2013 والتي نفذها شقيقان من أصول شيشانية، وقُتل وقتها ثلاثة أشخاص. والثانية نفذها ديلان رون، وهو أمريكي ذو بشرة بيضاء في كنيسة للسود بولاية كارولينا الجنوبية، وقتل فيها تسعة أشخاص.

حظي الحادث الأول بتغطية إعلامية تخطت 20 في المائة من إجمالي التغطيات التي تحدثت عن “الهجمات الإرهابية” خلال تلك الفترة. بينما لم ينل الحادث الثاني أكثر من 7.4 في المائة من التغطية مقارنة مع الهجوم الأول.

 

اهتمت الدراسة كما رأينا بالتغطية من حيث العامل الزمني ولكن هناك عوامل أخرى تتعلق بالتغطية الإعلامية لم تتعرض لها فعلى سبيل المثال: الكيفية التي تتم بها تغطية الخبر… توقيت البث… ترتيب الخبر… اللغة التي يتم استعمالها… الصور ومقاطع الفيديو التي يتم عرضها.. الضيوف الذين يتم استقدامهم للتعليق والتحليل…. بل وحتى تفاعل المذيعين مع الخبر ذاته. كل هذه العوامل تؤثر في الكيفية التي يستقبل بها المشاهد الخبر بل وتؤثر في تفاعله مع الخبر وردود أفعاله.

 

هذه التغطية من قبل وسائل الإعلام الأمريكية، هي التي تعمق من الشعور بالخوف من الإسلام والمسلمين لدى الأمريكيين… وتعزز من تعميق الإحساس بالظلم لدى المسلمين عند مشاهدتهم لهذه التغطية غير المتوازنة.

 

يتبقى تعليقان.. الأول هو عن دور الجامعات واهتمامها بدراسة الظواهر بصورة موضوعية وعقلانية… ودور هذه الدراسات في تعميق الوعي وترشيد السياسات وهو أمر نتنمى أن نرى جامعاتنا تتبناه. والثاني.. هو قدرة المجتمعات الغربية (أو على الأقل النخب فيها) على نقاش قضاياهم بعيدا عن روح الاستقطاب والتخندق والأحكام المسبقة مما يمنح هذه المجتمعات قدرة أكبر على معرفة الخلل والعمل على تصحيحه.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

* وزير سابق

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى