* كتب/ ادريس أبوفايد،
للأسف.. كان من المفترض ومن الإخلاص والوفاء للوطن والشعب والشهداء الأبرار أن تجرى أعراس الانتخابات الوطنية العامة برلمانية ورئاسية خلال السنوات الثلاث الأولى على أبعد تقدير من ثورة فبراير المجيدة، وعلى أساس دستور مستفتى عليه من قبل عموم الشعب الليبي.
إلا أن ما يجري اليوم من استعدادات انتخابية برلمانية ورئاسية، وفي ظروف أشد سوءا من السوء نفسه، ماهي في حقيقتها وجوهرها إلا معركة شرسة وحامية الوطيس بين قوى الانقلاب والردة من جهة، وبين القوى الوطنية عموماً من جهة أخرى، ومعالجة ووسيلة للخروج من المأزق العميق الذي أدخلتنا فيه قوى التآمر والعدوان الداخلي والخارجي، وظاهرة الانقسام والشلل المؤسساتي البغيض والمؤسف ..
ومن هنا أتفهم أيضاً الانطباع العام لأبناء شعبنا وحالة عدم القبول للأجسام القائمة، وعلى رأسها مجلس النواب ومجلس الدولة، رغم الفرق الشاسع والتفاوت الكبير بينهما .
ويظل من الإنصاف أنّ الحكم على المؤسسات شيء والحكم على الأعضاء والأفراد المنضوين تحت سقفها شيئ آخر.. وكذلك التعميم في الحكم أمر لا يخلو من إجحاف عظيم، وظلم كبير، وإهدار لطاقات صُلبة ومتمرسة، الأولى أن تُستغل وتُستثمر لمصلحة بلدنا وشعبنا لا أن تُهمل أو تُلقى على قارعة الطريق ..!!
الدراية والخبرة والتمرس أسلحة ثمينة لا غنى لأي شعب وأمة عنها، شرط أن تقترن بالمصداقية والأمانة التي لا تشوبها شائبة ..
ولعل فيما خلصت له النشطة السياسية والثقافية الأستاذة الفاضلة فايزة الصادق من انطباع حتى اللحظة على قوائم المترشحين للانتخابات الرئاسية، وعدم اقتناعها بخطاب وأسلوب إقناع أياً منهم للأسف وقد تعدوا العشرين مرشحاً ما يعزز ما نقول ونؤكد ..
فالعبرة ليست فقط في الحرص على التغيير والاستشفاء وقلب الواقع وبأي ثمن.. ولكن العبرة في المعدن والصقل والصلابة والتمرس وفوق ذلك وقبل ذلك الأمانة والمصداقية ..