الرئيسيةالراي

رأي- محاربو السحرة

* كتب/ يوسف أبوراوي،

منشورات كثيرة على الحائط الأزرق تتكلم عن سحر وسحرة، ثم عن جهات تتابع هؤلاء، والبعض يبشر بالقبض على سحرة، وأخرى تتكلم عن فك سحر، وأخرى تتكلم عن تنظيف مقابر من السحر.

لا أدري أسباب ودوافع ونتائج هذه الثورة السحرية وأطرافها، لكنني اتذكر مثلا ليبيا عظيما يقول: (اللي يخونها ذراعها اتقول مسحورة).

 

فلنحاول الخروج قليلا من أجواء القرون الوسطى ولو شكليا، لأنني أشعر ان الموضوع سيتطور إلى حرق السحرة والساحرات، وإنشاء سراديب لتعذيب هؤلاء.

طبعا البعض سيسارع إلى استدعاء الديني وسيتهمني بمئات التهم، وسيحشد نصوصا للإثبات أو النفي وليس هذا موضوعي الذي أناقشه هنا، الموضوع استخدم على مر التاريخ لقمع المعارض السياسي أو المذهبي والتسلط عليه باسم هذه الخزعبلات التي لن نستطيع لها إثباتا أو نفيا، فلا توجد جامعة دينية ولا دنيوية تدرس علوم السحر وتخرج لنا سحرة أو محاربي سحرة كما نرى في أفلام هاري بوتر، والسؤال هنا أين تعلم الاثنان ما يقولان به؟

 

الموضوع لا يتجاوز المتاجرة بأوهام البسطاء من الناس عند (السحرة)، لاكتساب لقمة عيش سهلة وبلا تعب أو كد، وقد قال أبو العلاء المعري قديما واصفا حال هؤلاء:

أراد إحراز عيش كيف أمكنه… فصار يكتب للنسوان أحرازا

كما لا يعدو الموضوع عند (محاربي السحرة)، إثباتا للذات والقول نحن هنا.. وممارسة الوصاية أو انتزاع هذا الفضاء التجاري باسم العلاج بالقران مثلا.

إن هذه المعركة بين طرفي الوهم والمسترزقين بتوظيف الديني في مصالحهم التجارية لا يعني المسلم في شيء؛ لأنه يعلم يقينا أن ما أصابه لم يكن ليخطئه، وما أخطأه لم يكن ليصيبه، وإنه لو اجتمعت الإنس والجن على أن يضروه أو ينفعوه بشيء ما كان ذلك ليحصل إلا بإرادة الله.

كما أن آيات التعوذ والتحصن من الشيطان والشرور معروفة ميسورة، حصن بها نفسك وإياك والوقوع في أفخاخ هؤلاء السماسرة، فهم شر مستطير أعاذنا الله من شرورهم..

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى