الراي

رأي- شيوخ “البوخه” ومثقفو الجهل وأزلام فبراير

* كتب/ يوسف أبوراوي،

قد يبدو العنوان متناقضا، ولعل البعض يراه مسيئا كونه استهزاء بالشيوخ أو المثقفين أو الثوار، ولكن لابأس ببعض القراءة المتأنية في ظاهرة تحتاج إلى كثير من التحليل، وهي ظاهرة الانقلاب ظاهريا من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار مع استصحاب المزاج نفسه في الحالتين.

 

عندما يتوب من كان ينتج ويبيع الخمور أو المخدرات، بالتأكيد نحن نرحب بذلك ونبارك توبته، ولكن ما لا نوافقه عليه هو هذا التعصب الشديد دينيا والذي يحاول من خلاله التكفير عن أفعاله السابقة ظنا منه أن ذلك هو السلوك الصحيح، ولم يعلم أن طبيعة الدين أصلا -الذي يزعم أنه رجع إليه- تطلب منه أن يكون طبيعيا وسطيا بلا إفراط ولا تفريط، وأن ذلك هو قمة الالتزام الديني لا تتبع المذاهب المتزمتة ليقال انظروا إلى قوة دين هذا الرجل.

الحقيقة أن هذه الظاهرة لا تقتصر على الشأن الديني، بل يمكن أن تلاحظ في كل المغيرين لآرائهم الفكرية والسياسية والمذهبية، فقد رأينا كثيرين ينتقلون من الفكر الشيوعي إلى الليبرالي بشكل مقزز ومحاولة جعل أنفسهم ليبراليين أكثر من اللازم.

ونرى ذلك أيضا في الذين يحاولون تصوير أنفسهم على أنهم رسل الحضارة والتنوّر، وكيف يهاجمون مجتمعاتهم وأديانهم بشكل مرض.

ويمكن ملاحظة ذلك أيضا ممن يدعون كره نظام القذافي في ليبيا، وأنهم ثاروا عليه، ثم ترى أفعالهم تنطبق تماما مع فوضوية القذافي وعنجهيته وإهماله للشأن العام والتنمية والنهوض بالمجتمع وإنسانه.

يمكنك أن تختار من الأفكار ما شئت، ولكن التعصب والتشدد هو رأي واحد سواء لبست عمامة الفقيه أو بدلة الليبرالي أو رداء علماء الطبيعة، وهو منبوذ مكروه في كل أحواله، كما ان الرد على التطرف بتطرف هو تطرف وإن اختلف الاتجاه !

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى