الراي

رأي- الهبوط من سماء الشعارات..

 

* كتب/ إبراهيم المقصبي

 

التجمع الليبي الديمقراطي والتكتل المدني الديمقراطي حزبان جديدان تم إشهارهما خلال الأيام القليلة الماضية في كل من طرابلس وبنغازي على التوالي ..

اللافت هو العودة من جديد للعب السياسة والمفرح هو نفض عباءة القبلية والجهوية والالتصاق باسم ليبيا و بقيم المدنية ووعاء الديمقراطية ولو نظريا في هذه المرحلة.

 

صحيح أن الحالة الليبية ليست بهذه السطحية والبساطة لكنه في جميع الأحوال مؤشر جيد يجب الإشادة به ومطالبة قادة هذه الأحزاب بإطلاع الرأي العام على خطط وبرامج تنفيذية مدروسة تعالج بشكل مباشر مشاكل ليبيا المزمنة وعلى رأسها الفساد فالمواطن سينحاز بقوة لمن سيقول له على سبيل المثال:

سأجمع السلاح المنتشر وأحل المليشيات عبر هذا البرنامج .
هذه خطتي في حل مشكلة السيولة وفي القضاء على الفساد في القطاع المصرفي.
وهذا مشروعي في إعادة هيكلة وزارة الخارجية وتقليص الهدر المالي المبالغ فيه بسبب عدد السفارات وأعداد العاملين فيها.

كيف سيعيد تأهيل قطاعي الصحة والتعليم وما هي الخطوات التي سيتبعها في حالة الحصول على الأغلبية في معالجة مشكلتي البطالة والبطالة المقنعة والموائمة بينهما… إلخ.

مهم جدا انتقال الأحزاب من مربع الرؤى والمبادئ والأهداف الذي لم تغادره منذ 2011  في كل مرة يتم فيها الإعلان عن حزب جديد إلى الغوص أكثر في تفاصيل الخطط والبرامج ..

الحزب الذي يملك قلوب الناس وعقولهم هو الحزب الذي يتعدى مرحلة تشخيص الأزمة الليبية إلى وصف العلاج الشافي عبر روشيتة من الخطط والبرامج والمشاريع القابلة للتنفيذ.

 

الليبيون أصابهم الملل واليأس بسبب المسافة الشاسعة بين الشعارات المرفوعة وبين ما يعيشون ويعانون على أرض الواقع.. قد تنجح مرة ولكنك لن تستمر حتى وإن وصلت للسلطة أو حصلت على حصتك منها، لن يحبك الناس ولن يؤمنون بك .

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى