
الناس-
يقع المواطن في حيرة عند اختيار الأضحية، خاصة عديمي الخبرة في الأغنام، فمن المحبط أن يعود لمنزله بأضحية يتبين لاحقا أنها لا تجزي، او أن أجزاء منها غير صالحة للأكل، رغم الأعراضها الظاهرة لذوي الخبرة أو الاختصاص، أو قد يذبحها ويتبين له أن أحشاءها تحمل أمراضا قد تنقل العدوى إلى البشر، خاصة مع وجود الأغنام المستوردة..
الدكتور خليفة الأطرش “الطبيب البيطري” يطمئننا بدرجة كبيرة أن الأمراض التي تنتقل من الأغنام للإنسان غير منتشرة في بلادنا. ويظن أن أنواع البكتيريا التي قد تصيب الإنسان من اللحوم بالإمكان القضاء عليها تماما بالطهو الجيد، غير أنه يحذر بأن الشواء في الهواء الطلق –نصف ناضج- قد لا يكفي للقضاء على الطفيليات..
الخطوة الأولى قبل شراء الأضحية
صحيفة الناس استضافت الدكتور الأطرش، وطرحت عليه أسئلة عن كيفية الكشف الظاهري للشاة قبل شرائها من السوق، فأوضح أن هناك علامات تدل على صحة الحيوان، أولها لمعان العيون، وشدة تحفز الحيوان لأي حركة، أيضا أن تكون مشيته طبيعية، كذلك ملاحظته عند الإخراج إن كان يتم بشكل طبيعي. بل إن هناك علامات في صوف الحيوان، إذ الطبيعي أن يكون الصوف منتظما وليست به فراغات.
ويفصّل الأطرش في ذلك فيقول: “”إذا كان لون العيون يميل للأحمر القاني، أو لدى الحيوان جحوظ أو غور في العينين، فإن ذلك دلالة على أن الشاة لديها حرارة بسبب البكتيريا، أو الالتهابات في الجهاز الهضمي وأحيانا الجفاف. ففي هذه الحالة إذا أعطي الحيوان المصاب علاجا، فينبغي أن لا يذبح طيلة مدة العلاج وحتى انتهاء فترة الأمان للمضاد الحيوي المعطى له”.
الأطرش: لمعان عيني الأضحية وهي حية مؤشر على صحتها. والأكياس في غدة الكبد يستدعي التخلص منها بالكامل
الحالة الثانية التي تعرض لها الضيف هو تشتت الحيوان وعدم تحفّزه حيث يستثار بحركة، فتضاف هذه إلى أعراض الالتهابات أو الحرارة، وينطبق عليها ما ينطبق على الحالة السابقة من محاذير واحتياطات.
ويضيف حالة العرج، وبإمكان كل شخص أن يلحظها، إذ هي من عيوب الأضحية.
وينصح الطبيب البيطري المواطن بالنظر إلى فضلات الحيوان، فإذا كان لدى الحيوان إسهال أو كان “برازه” كتلة واحدة، أو به مخاط ظاهر، فذلك يدل على أن الحيوان غير سليم. وان لديه بكتيريا غالبا.
لاعدوى من البكتيريا. أما الأمراض الفيروسية فغير شائعة عندنا
وفي إشارة منه قال “الأطرش” إنه لا خطورة من انتقال عدوى الأمراض البكتيرية من الحيوان المذبوح للإنسان، إنما الخطورة في الأمراض المشتركة والتي هي “الفيروسية”، وهي غير شائعة في بلادنا لحسن الحظ، ففي حال اكتشاف مرض بكتيري كالتي أشرنا إليها، فإن البكتيريا تموت بالطبخ الجيد للحم، لكن رغم موت البكتيريا فإن طعم اللحم لن يكون بالجودة المعتادة. أما الشواء في الهواء الطلق فقد لا يقضي على البكتيريا تمام، بسبب عدم النضوج الكامل غالبا..
وفي نقطة أخرى حذر الضيف من تلف الصوف أو تجعده بشكل ظاهر، أو وجود فراغات به، فذلك مؤشر على إصابات جلدية مثل الجرب أو الفطريات أو نقص الأملاح. وذلك من العيوب الظاهرة في الأضحية صحيا.
الكشف عن الأضحية بعد الذبح
انتقلنا بضيفنا من العيوب الظاهرة للأضحية إلى العيوب التي قد تتكشف بعد الذبح، فأوضح أن التيبس السريع للذبيحة يدل على سلامتها صحيا، مذكرا المضحي بفحص الغدد الليمفاوية لها (أمام الكتف والفخذ) وكذلك فحص الأحشاء الداخلية، ففي حال تضخم الغدد الليمفاوية فإن ذلك يدل على إصابة حديثة، وفي حال احمرارها بشكل واضح فذلك يدل على وجود إصابة قديمة.
في الحالتين ينصح المضحي بإعدام الجزء المصاب والقريب من الغدة. ويعتبر غير صالح للأكل. إذ قد يسبب نزلات معوية للمواطن وارتفاع في درجة الحرارة، وقد يتفادى كل ذلك في حال الطبخ الجيد. لكن الطعم لن يكون جيدا.
وأكد الأطرش على ضرورة الكشف عن الكبد، إذ يجب أن تكون خالية من “الكروسز” أو كما تسمى عندنا بالدارجة “الحنجر”، وهي نقاط متحجرة لخلايا ميتة متكلسة، ففي حالة إصابة الكبد يتخلص من الجزء المصاب فقط، لأنه يؤثر على الطعم، لكنه لا يؤثر على صحة الإنسان.
ما يؤثر على الإنسان –والكلام للضيف- هو وجود أكياس مائية، وهي نتيجة لوجود طفيليات، ففي هذه الحالة يعدم الكبد بالكامل، ويعد –صحيا- غير صالح للاستهلاك.
ومن الغدد التي ينصح الأطرش بالكشف عليها بعد الذبح هي الرئة، فحتى تكون صالحة للاستهلاك ينبغي أن يكون لونها أقرب للأحمر الفاتح، وأن تخلو من الخراج أو التجمعات الدموية.
وعن الديدان بأنواعها يحذر الطبيب البيطري من ديدان “النغف الأنفي” والتي قد توجد في الجيوب الأنفية. وهو مرض شائع في الأغنام.
كذلك الديدان الشريطية التي قد توجد في الأحشاء، إذ يخشى من وجود بيوض لها تنتقل للإنسان في حال عدم التنظيف الجيد. فالأحيط هو التخلص من الأحشاء، وبعد ذلك فحص اللحم للتأكد من خلوه من البيوض، مشيرا إلى أن بيوض هذه الديدان واضحة بحجمها الذي يقترب من حبة الحمص تقريبا.
والخبر الجيد الذي يؤكد عليه ضيفنا دائما أن كل هذه الأمراض البكتيرية بالإمكان القضاء عليها في حالة النظافة الجيدة وإنضاجها بشكل جيد عن طريق الطبخ (وليس الشواء في الهواء الطلق).
نصائح قبل الذبح
وفي ختام هذا الحوار مع الدكتور الأطرش قدم نصائح تسبق ذبح الأضحية، أولها عدم إجهاد الأضحية قبل الذبح بساعات، أو الجري خلفها، لأن ذلك سيؤدي إلى تجمع للدم تحت الجلد وفي الرئتين، فيصبح لحمها عرضة للبكتيريا، ونلاحظ تجمع الذباب عليها بعد سلخها وتعليقها في الهواء.
كما نصح بتجويع الحيوان قبل الذبح لفترة تتراوح من 6- 12 ساعة، مع إتاحة مياه الشرب له فذلك أسلم لنظافة الأحشاء.