
*كتبت/ وفاء أحمد،
عادة (حق الملح )..
يقال ان أصل تسمية “حق الملح “ترتبط باضطرار الزوجة أحيانا عند إعدادها الطعام لأسرتها خلال شهر رمضان إلى تذوق الأكل دون ابتلاعه، للتأكد من اعتدال ملوحته قبل تقديمه. وتتمثل العادة في تقديم هدية قيمة للمرأة التي أطعمت العائلة في شهر الصيام، وتكون غالبا قطعة من الذهب يهديها رب الأسرة لها صباح يوم العيد…
وهي عادة جميلة بدأت في بلاد المغرب العربي (تونس، الجزائر، المغرب)، وتعتبر تكريما للمَرأة واعترافا لها بالجَميل.
حيث تستَقبِل المرأة زَوجَها عندَ عودَتِه من صلاة العيد، وفي يدِها طبق الحلويات وفنجان القَهوة.
يشرُب الزوج قهوته، لكنه لا يعيد لها الفِنجان فارغا، بل فيه خاتما من الذهب أو الفضة بحسب إمكاناته، وهذِه الهدية تسَمّى “حق الملح”.
ومن الممكن أن تكون هذه الهدية عبارة عن حناء على سبيل المثال، أو قطعة قماش ويطلق عليها في الجزائر اسم “محرمة الفتول”.
فهم أيضا يعتبرونها تَكريما لربّةِ المنزل، واعترافا لها بالجَميل على صبرها وَتعبها خلال شهر رمضان، وهي عادة رمضانية جميلة تعبيرا عن الامتنان والتقدير للمرأة التي تتفانى في خدمة أسرتها طوال الشهر الكريم.
و هذا يعكس روح الإسلام في تكريم المرأة والاعتراف بجهدها… فقد كرّمها الله عز وجل في كتابه الكريم، فقال:
📖”وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ”(النساء: 19)
كما أكّد النبي ﷺ على مكانة المرأة ودورها، فقال:
“استوصوا بالنساء خيرًا”(متفق عليه)
أما ما يحدث اليوم فليس له دخل بالدين ولا العادات.. فتكريم الزوجة ومحبتها والعرفان بفضلها لا يحتاج لكل تلك الأمور من الظهور والمباهاة بكل تلك الحلي والمبالغ المالية.. ونقل كل ذلك عبر السوشيل ميديا والتي أصبحت عادة استعراض لحياة الأسرة الخاصة بما فيها الزوجة وعرضها أمام مرأى الجميع.
وهذا للأسف لا يعتبر حرية شخصية.. بل انسلاخ عن القيم والمبادئ والعادات والتقاليد التي يحكمها الدين والمجتمع.. فقد أصبح الأمر كأنه مشهد مسرحي هزيل ومبتذل أمام الكاميرات..
والأخطر من ذلك تأثيرها على الأجيال القادمة وتقييم حياتهم ومدى سعادتهم بما يملكون من مال، دون النظر إلى الدين ومكارم الأخلاق.
فأين ذهبت الغيرة والحياء؟!
..فمن لا غيرة له لا دين له ..
يقول ابن القيم “إذا ترحلت الغيرة من القلب ترحلت من المحبة.. بل ترحل الدين كله”
فلا تجعلوا من تلك العادة الجميلة رياء، وتتلاشى فيها الغيرة أمام سطوة الظهور والمباهاة، ويصبح فيها بعض الرجال كما وصفهم ﷺ بالديوث،،
ويصير الملح خلا…