* كتب/ زلي عصمان،
المسلسلات والأفلام الدرامية (التاريخية) لا يمكن أن تكون وثيقة أو مرجعا أو مصدرا تاريخيا، مع أنها تعتمد على كثير من المصادر والوثائق التاريخية في أحداث المسلسل أو الفيلم، ولا يعد نقصا أو عيبا أن تكون بعض أو معظم أحداث المسلسل التاريخي من وحي خيال الكاتب، لأنه عمل درامي تاريخي وليس وثائقي.
فكاتب الدراما ليس مؤرخا ولا موثقا للتاريخ، هو يقرأ التاريخ ولا يدونه، لأن التدوين من عمل الباحثين والمؤرخين، والدراما لا تدون التاريخ وإنما تعيد قراءة ما بين السطور، والكاتب الدرامي المتكئ على الوقائع والأحداث التاريخية إنما هو محفز عل التفكير والبحث وإعادة قراءة الأحداث، وصناعة الفرجة الممتعة، والتشويق والإثارة التي تناسب المُشاهد وتجذبه بواسطة مشاهد جميلة وسيناريوهات تتميز بالدهشة والإثارة عبر طرح للتاريخ وأبطاله .
ولا يخفى على أحد أن الكتب الموثقة للتاريخ تعج بالأساطير والخرافات والهالات حول شخصيات وأحداث تاريخية، تحتاج إلى إعادة فحص وتحري الدقة وإلى مراجعة دقيقة ورصينة.. فهناك من المؤرخين من وظف معلومات وأحداث تاريخية معينة لخدمة فكرة دينية أو سياسية، وهناك من كتب من وجهة نظره لأسباب مصلحية -هذا في الكتب- أما في الدراما، أليس من حق الكاتب الدرامي لحدث تاريخي أن يترك لخياله العنان عبر الحوار المحكم وبعيدا عن التلفيق والتزوير؟ ..
فالدراما التاريخية ضرب من التخيل وليس التدوين .
ومع هذا وذاك فالدراما المعاصرة -غير التاريخية -هي لحظة تاريخية وحدث تأريخي بمفهوم آخر ومغاير.
إقرأ للكاتب أيضا:
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
*ممثل ومخرج