* كتب/ عطية صالح الأوجلي،
تجري هذه الأيام وعلى قدم وساق اتصالات محمومة في عدد من عواصم العالم بين الأطراف الليبية بمشاركة ومباركة عدد من الدول والهيئات للبحث عن “طبخة” سياسية جديدة.. أو على الأقل تسخين “البايت” وتقديمه في صحن جديد… ما علينا.. فالبلاد تتضور جوعا… لكن الملاحظ هو الآتي:
– أن الاطراف الخارجية (خصوصا فرنسا وإيطاليا) تتصرف من وراء الستار وكأن المطبخ ملك لها.. وان لديها حق إلهي في تحديد “ماذا يأكل الليبيون؟”.. فبينما تصر إيطاليا على ريادتها وحضورها المميز في الأكل الليبي من المبكبكة.. حتى البيتزا والبريوش… يصر الشيف الفرنسي على تحولات في الذائقة الليبية وحاجتها إلى أنواع جديدة من المأكولات الفرنسية الشهيرة..
_ وفيما ينتظر الزبائن الليبيون الطبخة… تسعي العديد من الدول تقديم خبراتها في هذا المجال… فالطباخ المصري الذي يبرز أحيانا ويغيب أخرى يروج وبحماس للفول وفوائدة.. بينما يذكره زميله التونسي وهو حانق بالمشترك مع الليبيين كالكسكسي والهريسة.. والشكشوكا..
اما أهل الخليج والسعودية فلا زالوا على عهدهم.. دفع فواتير الجميع وبكل العملات.. دونما تقديم طبق حقيقي يذكر… ورغم انشغال الطباخ التركي في تردي سعر الليرة إلا أن ذكر المشاوي والشاورما والكنافة بالجبنة يجعل بعض الكروش تهوي إليه.
يبقى “خوتنا” الليبيون الهائمون في عنادهم المميز، وفي جدل لا ينتهي حول أي الأكلات أحق بتمثيلهم أهي الفاصولياء بالكرشة ام البازين بلحم القعود.. هل هي القلايا…. أوطاجين الخروف …
أما إذا ما اقترح أحد منهم المكرونة يسارع البعض باتهامه بأنه قد باع الوطن والبطن للطليان… فيرد عليهم باتهامات مضادة وحادة… وهكذا. وعندما يقترح أحد عليهم تقديم قائمة أكل مشتركة والإصرار عليها.. يوافقون بحماس منقطع النظير.. لكنهم وبنفس الحماس يتعاركون على ترتيب القائمة وشكلها وأين سيتم طبعها…!!!
وبينما يتضور الشعب جوعًا… يحلم الجميع بسقوط وصفة أمريكية من السماء… لأن الجميع من عرب وأعاجم سيقبلونها… أحبوا أم كرهوا…
وهكذا… يبقى الشعب في انتظار… والوفود الليبية في عراك…. وكل طبخة والجميع بخير ….!!!
