العربي الجديد-
أعلنت إدارة جهاز مشروع النهر الصناعي في ليبيا، مؤخراً، بدء عودة مياه الشرب تدريجياً إلى أحياء الساحل الشرقي في مدينة بنغازي، وذلك بعد أيام من قطعها بسبب الاعتداء على خطوط النقل من أقصى الجنوب. وقال الجهاز في بيان إن “فريق الصيانة في الشركة العامة للمياه أنهى أعمال ربط خطي نقل المياه في الطريق الساحلي الشرقي لبنغازي، ويعمل حالياً لفتح صمامات الغرف التي تربط بين الخطين”، لكن سكاناً في الحي الشرقي أكدوا ضعف كميات المياه التي تتدفق إلى منازلهم.
وكانت الشركة العامة للمياه والصرف الصحي في سهل بنغازي الشرقي أعلنت سابقاً وقف ضخ المياه لفترة زمنية، من أجل تنفيذ أعمال ربط خطي نقل المياه في الطريق الساحلي الشرقي للمدينة. وحدد الجهاز السبب الرئيس لانقطاع المياه بتعرض محطة نقل المياه من تازربو (أقصى الجنوب) إلى اعتداء، شمل سرقة أجزاء من صمام خط النقل من أقصى الجنوب إلى بنغازي.
وتعتمد غالبية مدن شمال ليبيا على مياه الآبار الجوفية في أقصى ووسط الجنوب، توصلها خطوط نقل طويلة تمتد على مسافة مئات الكيلومترات، لكنها تتعرض في كثير من الأحيان إلى تعديات تستهدف الخطوط نفسها أو الآبار الجوفية.
وسبق أن واجه سكان بنغازي، خصوصاً في أحياء الساحل الشرقي، أزمات عطش، بسبب تخريب الخط الذي يمر إليها من تازربو، بحسب ما يقول المسؤول في قطاع المياه يونس التليسي لـ”العربي الجديد”، موضحاً أن “إمدادات المياه مهددة دائماً بالتوقف بسبب أعمال تخريب البنى التحتية لمحطات المياه، علماً أن خط تازربو – بنغازي استهدفه التخريب أكثر من مرة في العامين الأخيرين، وكذلك خط الشويرف الذي يوصل المياه إلى مدن غرب ليبيا. وكلاهما تسببا في قطع المياه عن مدن الشمال لفترات مختلفة”.
وأكد أن “خمسة اعتداءات حصلت عبر زرع أشخاص مجهولين متفجرات، أحدها في محطات النقل الرئيسية القريبة من الشويرف، وإصلاح آثار هذه الاعتداءات يختلف بحسب حجمها وأضرارها، وقد يتطلب وقتاً أطول مع ضرورة توفير مساعدة أمنية للعاملين في فرق الصيانة الذين ينفذون مهام تقنية في الحقول والمراكز”.
ورغم إعلان عودة تدفق المياه إلى أحياء الساحل الشرقي لبنغازي، يجزم ماهر الشيخي، وهو مواطن يعيش في بنغازي، في حديثه لـ”العربي الجديد”، أن “المياه عادت بكميات ضعيفة جداً، في حين يستمر قطع المياه بالكامل في أحياء أخرى”.
يضيف أن “عودة الضخ لا تعني استفادة المواطنين من المياه، فهناك عراقيل تعترض وصول المياه، في مقدمها تهالك شبكات النقل في المدينة، ووجود توصيلات عشوائية نفذها مواطنون من دون أن تردعهم سلطات المدينة”.
ويخبر مواطن آخر من بنغازي يدعى توفيق العرفي “العربي الجديد” أن مشكلات أزمة مياه الشرب في بنغازي كثيرة، وتشمل أيضاً مشكلة التلوّث بسبب ركود المياه في شبكات إمداد المياه جراء أعطال تعانيها الشبكة”.
وسبق أن اشتكى مواطنون في بنغازي من انبعاث روائح كريهة من خزان المختار التابع لجهاز النهر الصناعي المسؤول عن تزويد المدينة بمياه الشرب.
ومع تزايد الشكاوى، ردت إدارة جهاز النهر الصناعي بنفي وجود إصابات بين المواطنين بسبب تلوّث مياه الشرب، لكنها أقرّت بأن روائح كريهة تنبعث من الخزان، و”هذه نتيجة طبيعية للمياه الراكدة في باطن أنابيب الخزان، تؤدي إلى تغيّر طفيف في الطعم، وانبعاث رائحة مقبولة”.
ويعلّق العرفي على اعتراف الجهاز بمواجهة خزان المختار مشكلات، بالتساؤل عن سبب تزويد السكان بالمياه من هذا الخزان، ويقول: “إذا كانت أنابيب الخزان القريبة من إدارات الصيانة متهالكة وتتسرب منها هذه الروائح، فماذا عن أنابيب النقل في عرض الصحراء التي تتسبب أيضاً بتغيّر لون وطعم المياه التي تصل إلينا ونضطر إلى استهلاكها؟”.
ويلفت العرفي إلى أن سكان بنغازي يعلمون بوجود طيور وحيوانات نافقة في خزان المختار، ومناطق أخرى لتجميع مياه النهر الصناعي، وأن شراءهم مياه الشرب من محال الاستهلاك اليومي أمر يلازمهم يومياً، في حين تستخدم مياه النهر الصناعي في أمور أخرى مثل الغسيل، رغم أنهم يعلمون بعدم صلاحيتها حتى لسقاية نباتات البيوت. ويعلّق الشيخي قائلاً: “على الأقل نسبة الكلور التي تستخدمها الجهات المسؤولية عن المياه للتعقيم لا تؤثر في غسل الملابس، أما مياه الشرب فنشتريها من المحال يومياً”.