يريد مؤسس شركة بلاك ووتر إعادة أيام مجد شركته – وهو يقوم بحملة من أجل مساعدة دونالد ترامب للقيام بذلك، لكنه أصبح مطاردا بإخفاقات الماضي ويواجه أسئلة حول إخفاق المرتزقة في ليبيا.
في ربيع عام 2019م، ذهب خليفة حفتر إلى مقهى في القاهرة للتخطيط لانقلاب. وفي الاجتماع، عُرض على حفتر خطة بقيمة 80 مليون دولار للإطاحة بالحكومة الليبية المعترف بها من الأمم المتحدة. وفي عرض تقديمي بواسطة برنامج PowerPoint شاهدته رولينج ستون، رأى حفتر خططًا لعملية تستخدم طائرتين هليكوبتر هجوميتين من طراز كوبرا H1، مثبتتين بمدافع رشاشة دوارة عيار 20 ملم وبطاقم مرتزقة أجانب، للانقضاض وقتل أو القبض على 11 من أعداء حفتر السياسيين.
بحلول 18 يونيو 2019، كانت العملية المسماة “مشروع العمل” “Project Opus” في مراحل التخطيط الأخيرة، حيث حاول المرتزقة وداعموهم تجميع المعدات التي وعد بها حفتر. لكنهم واجهوا عقبة عندما رفضت المملكة الأردنية بيع مروحيات عسكرية للمجموعة. وكان سيناريو تغطية المرتزقة أنهم كانوا متوجهين إلى ليبيا لدعم مشاريع تطوير الطاقة، لكن المسؤولين العسكريين الأردنيين أصبحوا مرتابين بسبب تخزين المعدات.
يفتخر المرتزقة المحترفون بأنفسهم على حسن التقدير والتصرف، لكن المهارة الحرفية لهذه المجموعة كانت مثيرة للضحك. أرسل طيار سابق في سلاح الجو الأسترالي إلى الأردن لتفقد المروحيات وعرّف عن نفسه بأنه “جين رياك” كان الاسم الحركي إشارة إلى “جين رياك”، تاجر الأسلحة الخيالي الذي تحول إلى مهرب الهيروين في “إير أمريكا”، وهو فيلم عن مقاولي الطيران الخاصين بوكالة المخابرات المركزية خلال حرب فيتنام.
اقترح رياك -واسمه الحقيقي كريستيان “سيرج” دورانت- للمسؤولين الأردنيين أن لديه تصاريح من “كل مكان”، في محاولة فعالة لخداعهم للاعتقاد بأن لديه موافقة وكالة المخابرات المركزية الأمريكية.
بحث المسؤولون الأردنيون المتشككون بعمق في الأمر ووجدوا أن العملية كانت خاصة لم يقرها أي بلد رسميًا، وعليه لم تتم عملية البيع مطلقًا.
وبسبب نقص المروحيات الأردنية، سارع المرتزقة وداعموهم لإيجاد بدائل، بما في ذلك محاولة شراء معدات من مصادر خاصة. كتب عضو في Project Opus في بيان بتاريخ 18 يونيو 2019، اطلعت عليه صحيفة رولينج ستون الأمريكية: “تقوم “أوبس” الآن بتنفيذ خطتها البديلة رقم1 للدعم غير الحكومي”. “وهذا يضع خطرًا قانونيًا كبيرًا على شركة “أوبس” وهو خارج نطاق العقد المتفق عليه”.
ثبت أن التدافع على طائرات جديدة لم ينجح جزئيًا على الأقل، وعندما وصل المرتزقة إلى ليبيا، فشلوا في تسليم المعدات العسكرية التي نص عليها عقدهم. وكان حفتر غاضبا. خاف المرتزقة – فريق من عشرات الجنوب أفريقيين وخمسة بريطانيين واستراليين وأمريكي – على حياتهم وفروا من البلاد، قفزوا في قوارب سريعة قابلة للنفخ في رحلة يائسة استغرقت 18 ساعة و350 ميلًا عبر البحر الأبيض المتوسط إلى مالطا. حيث اعتقلتهم الشرطة لدى وصولهم، ومنذ ذلك الحين، أصبح مشروع “أوبس” الفاشل موضوع تحقيق من جانب الأمم المتحدة، والذي يتضمن صورة مفصلة ومدهشة في تقرير من 61 صفحة صدر في يونيو. وتستند هذه الرواية عن العملية الفاشلة في ليبيا إلى ذلك التقرير، الذي حصلت عليه صحيفة رولينج ستون. ومع ذلك، لا يزال الكثير غير معروف عن هذه العملية من الذي كان يتكفل بالتمويل لدعم محاولة حفتر الانقلابية؟ من كان ينظم العملية خارج ليبيا؟ ومن الذين اتصلت بهم مجموعة من المرتزقة زاعمين أنهم يدعمون مشاريع “تطوير الطاقة” في بلد مزقته الحرب وكانوا على استعداد لبيع الأسلحة الفتاكة إلى دولة استهلكها العنف أصلا؟
يكابد محققو الأمم المتحدة لفهم من كان يحاول تزويد حفتر بالأفراد والمعدات اللازمة للضربة التي كان يخطط لها، وكتبت لجنة الأمم المتحدة أن مجموعة معقدة من 10 شركات على الأقل في أربع دول “زادت من غموض عمليات الشراء وحاولت إخفاء هوية المخططين بشكل عام”.
ولكن عندما سارع المرتزقة للبحث عن بائعين خاصين للطائرات التي لم يوفرها الأردن، تركوا سلسلة من الأدلة حول كيفية تشكل العملية. والكثير من تلك القرائن تشير إلى إريك برنس.
رفض إريك برنس الطلبات المتكررة للتعليق على هذه القصة، بما في ذلك أسئلة حول ما إذا كان مشاركًا بأي شكل من الأشكال في عملية أوبوس Project Opus. وبينما تحاول الأمم المتحدة حل لغز “بروجكت أوبوس”، كشفت أن من بين المستهدفين في قائمة عمليات الاغتيال مهدي الحاراتي رئيس بلدية طرابلس الأسبق وحسام النجار أحد الثوار المشاركين في ثورة فبراير الذي يحمل الجنسية الإيرلندية، وقالت إنها لم تحدد بعد من الذي قدم فكرة قتل المعارضين لحفتر في مقهى في القاهرة، وما إذا كان ذلك الشخص أو خليفة حفتر هو من جاء بفكرة قائمة القتل هذه.
وحتى مع فشل العملية الأولى، قالت رولينغ ستون إن حفتر تعاقد مع مجموعة جديدة من المرتزقة وبعض الأفراد من العملية الأولى في محاولة أخرى في طرابلس سميت ببروجكت أوبوس 2، وأكد تقرير للأمم المتحدة أنهم توجهوا إلى أبوظبي حيث علموا أن مهمتهم لن تختلف كثيرا عن الأولى وستستخدم المروحيات والطائرات الخفيفة لدعم مليشيات حفتر. وبعد انتشار هؤلاء المرتزقة في مصر ووصولهم إلى ليبيا لم يتمكنوا من أداء مهمتهم وباءت بالفشل مثل سابقتها، وأوضحت المجلة الأمريكية أن السبب يعود إلى الدعم التركي الذي كانت تحظى به حكومة الوفاق الوطني وتوفير غطاء حماية للعاصمة طرابلس وهو ما جعل هؤلاء يدركون أنهم ليست لديهم أية فرصة للنجاح وغادروا بسرعة وفق ما نشرته صحيفة رولينغ ستون.