*كتب/ حسين المرابط،
ما شاهدناه هذه الأيام من ردة فعل أمة محمد صلى الله عليه وسلم، لم يرق إلى مستوى ذلك الشيء الأعظم الذي جاء به رسولنا الكريم.
هل هذه هي (حد طيارتنا)؟ مقاطعة المنتجات الفرنسية!!!!!؟ فلو افترضنا أن أمة النصارى كلها حاربتنا في ديننا، فماذا بوسعنا أن نفعل؟ فهل سنحاربهم جميعهم بمقاطعة منتجاتهم؟ عندها، ألا تخشون أن نموت جوعا ولا يبقى من أمة الإسلام روح واحدة؟
لماذا وصلنا إلى هذا الحال؟ في كل محنة نثبت للعالم أننا كالأنعام لا نجيد غير الاستهلاك، وحتى حربنا لا تعدو أن تكون التوقف عن الاستهلاك…؟ ثم ما الذي سينقص من مكانة خير الخلق، ومن صلابة ديننا الحنيف عندما يتناوله (أخرق) برسومات كهذه، أليس الله هو من أنزله، وهو له حافظ إلى يوم الدين؟
ثم من جانب آخر، تلك الشعارات التي نرفعها على صفحات التواصل الاجتماعي: (إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم)، أغلب من رفعها لا يفقه حتى معناها، شاهدها على صفحات التواصل الاجتماعي، وبعد أن ملأ كرشه باللحم والكسكسي والعصبان، جاءه الليل، فانبطح على فراشه وأخذ هاتفه وغير صورة بروفايله، ثم انقلب على جنبه الأيمن ورمى بهاتفه وغط في النوم، شخيره يزلزل حيوط الجيران..
ولعله من المخزي لأمتنا ما شاهدناه في كثير من وسائل التواصل الاجتماعي من تشبيه لماكرون بالمرأة، وتصوره وهو يرتدي ملابس نساء معتقدين في ذلك أننا نحط من قدر ماكرون، بينما، ودون أن ندري، نحط من مكانة المرأة، ونبرهن على مدى الانحطاط الذي وصلت إليه مكانة المرأة في المجتمعات الشرقية. والغريب في الأمر أننا شاهدنا كثيرا من صفحات تشرف عليها نساء تنشر هذه الترهات المهينة للمرأة الشرقية قبل أن تكون مهينة لماكرون!!!!؟
أفلا نخجل من أنفسنا، ومن رسولنا الكريم، عندما نتشاتم ونتسارق ونتقاتل، ونخرق القانون، ونغرق في المعاصي، وعندما يُساء إلى رسولنا الكريم، نكتفي بمقاطعة المنتجات، وبتغيير صورة البروفايل على الفيس بوك، بدل أن نسعى إلى أن نغير ما بأنفسنا حتى نكون قد أنصفنا رسولنا الذي جاء من أجل أن نكون خير أمة أخرجت للناس، ومن أجل أن يتمم مكارم الأخلاق، لا من أجل أن نشتم العالم ويصيح مشائخنا بأعلى أصواتهم بألفاظ لا تليق بإسلامنا، كذلك الأرعن الذي ينادي بأعلى صوته مخاطبا ماكرون: (يابن الشمطاء)!!!!!؟
نصرة ديننا الإسلامي ورسولنا الكريم، ليست برفع الشعارات على وسائل التواصل الاجتماعي، ولا بالصراخ والشتم والصياح، ولا بالقتل والتفجير، ولا بمقاطعة المنتجات؛ نصرة الإسلام تكون بالسير على نهج رسولنا الكريم؛ بالتعاضد والتسامح والتحابب واحترام الآخرين وتطبيق القانون. لهذا، فعندما نطبق ما جاء به رسولنا الكريم من سماحة وأخلاق واحترام للغير والقانون، عندها، يحق لكل مسلم أن يقول: (إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم…)