رأي- بوضوح ..من رسخ فكرة الأقاليم؟
* كتب/ حسام الوحيشي،
في التسجيل المسرب الذي اشتهر لعقيلة صالح و هو مجتمع مع قبيلته “نحنا معانا روس” و الذي قرأ فيه بعضا من نصائح المخابرات الروسية له، قال أيضا جزئية لم يلتفت لها كثيرا، ذكر فيها: “نحنا اللي رسخنا للعالم فكرة اننا أقاليم”..
فالثعبان الذي انسل من مرحلة النظام السابق كفاعليات شعبية وبعد الثورة كرئيس لمجلس النواب بعد تحصله على أربعة آلاف صوت فقط، فيحضر بنصيحة مخابراتية أخرى ابن عمه ليعطل برلمان دولة ويرهنه لديكتاتور وضع له النجوم بيده على كتفه ..
ولكن من رسخ فكرة الأقاليم ليس عقيلة لوحده ..
إنهم كثر ..
سواء في التاريخ القصير أو البعيد ..
كل من ساهم في إعلاء الإقليم على الوطن ..
كل من ساهم في إعلاء القبيلة على الوطن ..
كل من ساهم في إعلاء الجماعة على الوطن ..
كل من ساهم في إعلاء العسكر على الوطن ..
كل من ساهم في إعلاء المدينة على الوطن ..
كل من ساهم في إعلاء الحزب على الوطن ..
كل من ساهم في إعلاء الكتيبة على الوطن ..
كل مم ساهم في إعلاء الفتوى على الوطن ..
“زيه زي حفتر بالزبط عندي” ..
الإقليم ليس حلا لمشكلة المركزية ..
لأنه سينشئ مركزية الإقليم ..
وليست كل مركزية باطل ..
ولكنه سلم ليعبر به المستنفع إلى السلطة من خلال الباب الخاطئ ..
المركزية السيئة تتحطم بتوزيع أكبر كم من الصلاحيات الفعلية على أكبر كم ممكن من البلديات، وفق معايير متساوية ديموغرافية وجغرافية الخ ..
الصلاحيات لا يجب أن تقسم وفق معايير الانتماء.. أو الكفاءة فقط.. يجب أن توزع وفق معيار الانتماء للوطن وكفاءة العمل.. أي انتماء لغير ليبيا يعني حينها قصورا في الكفاءة بالضرورة ..
مركزية الدفاع والخارجية والمالية ضرورة لأنها تحقق الوحدة وتصنع الدولة وسيادتها ..
وقلنا سابقا إن المسافة بين الكفرة وبنغازي لا تختلف كثيرا عن المسافة بين الكفرة وطرابلس.. و لكن بنغازي ألغت مسافتها مع طرابلس ..
المشكلة لازالت قائمة لدى بعض سكان الإقليم رغم أنها انحلت لدى بعضهم الآخر.. فلم لا نفكر في ليبيا ككل ونحل مشكلة الكفرة أيضا؟ ..
الأعداء لا يريدون ذلك ..
والأغبياء يساعدونهم ..
والعملاء يخدمونهم ..
لابد أن نحارب أنواع “الحفترة” الصغرى ..
التي أوصلتنا لحفتر الراهن ..