* كتب/ يوسف أبوراوي
موت خاشقجي مؤلم بالتأكيد… وهو ورقة الآن تستخدم لأغراض سياسية بالتأكيد.. كل هذا لا جديد فيه ويعرفه الكل… لكن الغريب والماكر فعلا والذي يدل على السذاجة المطلقة هو لعب الحمقى لنفس الأدوار التي لعبت أمامهم من قبل بدون أي اعتبار لما سبق..
ما تقوم به السعودية والإمارات وقطر في المنطقة هو مطابق تماما لما كان يفعله القذافي وصدام والأسد من قبل… كلهم دخلوا في لعبة دعم جماعات مسلحة لزعزعة أمن دول أخرى غالبا كانت عربية باسم القومية أو العروبة أو دعم حركات التحرر.. واليوم دول الخليج دعمت ثورات الربيع ومولت فرقا وجماعات تحت لافتات إسلامية أو غيرها من الشعارات التي يتم تجديدها وهندستها في كل مرة.. لكن الكل يسلك نفس الطريق…
ادعم وحارب بشعارات أيدولوجية حتى تكون قاعدة من المبغضين والكارهين لتجد كثيرين يفرحون بسقوطك عندما يحين دورك…
صحيح أن الدور الخارجي والاستخباراتي له دور كبير في العملية لكن هذا الدور ما كان لينجح لولا حفنة من الحكام المرضى نفسيا بجنون العظمة الذين يهملون بلدانهم وبناء إنسانها ليدخلوا في مغامرات رعناء تستهلك ثروات بلدانهم وتستهلك جهود مجتمعاتهم.. ليسود كامل المنطقة مزاج سوداوي من التدمير والحقد وتبادل الشتائم والاتهامات الايدولوجية الجوفاء بينما تبني أمم الأرض بلدانها وتبني علاقات الشراكة والتعاون مع فضاءها الإقليمي والدولي..
منذ أكثر من مائة سنة ونحن في هذه المعارك الدونكوشيتية البائسة ودولنا تقبع في مؤخرة الدول في كل شيء إلا مؤشرات التخلف فتلك نحتل فيها الصدارة.. وكل آكل مأكول..
بالله عليكم أخرجوا من رؤوسكم ونفوسكم كل تراكماتها السابقة ولنحاول فتح نوافذنا على التجارب الناجحة في قارات العالم الست، لعلنا ننجز لأبنائنا بعض أسس التقدم بدل العيش لقرون أخرى بنمط (كلما دخلت أمة لعنت أختها)!!!!!
