عربي 21-
كشف وزير الخارجية اليوناني، نيكوس دندياس، أن لدى بلاده اتفاقا مع مصر يقضي بمقاطعة الحكومة “المؤقتة” في طرابلس، برئاسة عبد الحميد الدبيبة، مشددا على أن رفضه لقاء وزيرة الخارجية نجلاء المنقوش الخميس (17 نوفمبر 2022م) يأتي في هذا السياق.
وهاجم دندياس في مقابلة مع صحيفة اليونانية، ترجمتها “عربي21″، الاتفاقيات التركية الليبية، وقال إن حكومة الدبيبة غير مخولة بالتوقيع عليها، مؤكدا أن لقاءه برئيس مجلس النواب، عقيلة صالح، واللواء المتقاعد، خليفة حفتر، يأتي في ظل مواقفهما المعلنة ورفضهما للوجود التركي في ليبيا باعتباره “ضارا وغير مقبول”، وفق قوله.
وشدد الوزير اليوناني على أن الغرض من زيارة بنغازي يكمن في “الحفاظ على علاقة قوية مع شرق ليبيا، ومع مجلس النواب الذي يُعطي قوةً لموقفنا ضد الاتفاقيات”، خصوصا أن عقيلة صالح وحفتر كانا على الخط الذي نودهما أن يكونا عليه بخصوص الوجود التركي.
وأضاف أن “الحكومة المؤقتة في طرابلس لديها تفويض محدّد ولا يسمح لها بتوقيع اتفاقيات، وقد أكدت الأمم المتحدة أنها غير مخولة بالتوقيع على الاتفاقيات”، وفق قوله، مشددا على أن “مصر لا تريد أي اتصالات مع حكومة الدبيبة، لأن الأخيرة لم تُجرِ الانتخابات فحسب؛ بل تغتصب السلطة وتريد البقاء فيها، وتستغل موارد ليبيا، وتوقع اتفاقيات أيضًا مع الأتراك، وهذا أمر غير ممكن”.
وحول تفاصيل ما حدث في مطار معيتيقة بطرابس قال: “طلب منا رئيس المجلس الرئاسي، محمد المنفي زيارة طرابلس ولقاءه، فوافقنا على ذلك تنازلا شخصيا له، بشرط عدم وجود اتصالات رسمية مع الحكومة المؤقتة، وكان الاتفاق أن ألتقي المنفي ثم أغادر، لكن ظهور وزيرة الخارجية نجلاء المنقوش، كان يعني أن الاتفاق لم يُحترَم، ولذلك قررت المغادرة”.
وكانت أزمة اندلعت بين أثينا وطرابلس، على خلفية إلغاء وزير خارجية اليونان زيارته لطرابلس فور وصوله مطار معيتيقة، فيما اتهمت أثينا الحكومة الليبية بخرق اتفاق مسبق يقضي بعدم لقاء وزيرة الخارجية نجلاء المنقوش.
واستهجنت حكومة الوحدة الليبية، الخميس، “رفض” وزير الخارجية اليوناني نيكوس دندياس، النزول من طائرته فور وصوله طرابلس، وعودته “دون تقديم إيضاحات”، وعلى إثر ذلك استدعت حكومة الوحدة الليبية، الخميس، القائم بالأعمال اليوناني يوانيس ستاماتيكوس.
وقالت الخارجية الليبية في بيان: “بناء على طلب منهم (اليونانيين) منحت وزارة الخارجية والتعاون الدولي لوزير الخارجية اليوناني موافقتها لزيارة طرابلس صباح الخميس”.
وتابعت أن “وزيرة الخارجية والتعاون الدولي (نجلاء المنقوش) كانت في انتظار استقباله، وفق الأعراف الدبلوماسية”.
وأضافت الخارجية: “إلا أنه وفي موقف مفاجئ يدعو للاستياء، رفض الوزير اليوناني النزول من طائرته، وعاد من حيث أتى دون أي إيضاحات”.
وكان من المقرر أن يلتقي دندياس رئيس المجلس الرئاسي محمد المنفي في طرابلس، غير أنه غادر دون إتمام أي لقاءات مع الجانب الليبي في زيارته التي كان من المقرر أن تستمر يومًا واحدًا.
وفي وقت لاحق من الخميس، وصل وزير الخارجية اليوناني إلى مدينة بنغازي للقاء عقيلة صالح، وحفتر.
وبررت وزارة الخارجية اليونانية، في بيان لها، الموقف قائلة، إن إلغاء زيارة وزيرها نيكوس دندياس إلى طرابلس جاء بسبب خرق وزارة الخارجية بحكومة الوحدة الوطنية الاتفاق المقرّر على عدم لقاء المنقوش، والاكتفاء بلقاء رئيس المجلس الرئاسي محمد المنفي.
ورفضت اليونان الاتفاق الذي وقعه رئيس حكومة الوحدة عبد الحميد الدبيبة، مع تركيا في الثالث من أكتوبر الماضي، لاستكشاف النفط والغاز في البحر المتوسط.
وحينها، اعتبر وزير الخارجية اليوناني نيكوس دندياس، أن “الاتفاق يتعارض مع مبادئ الأمم المتحدة”، مشددا على أن “حكومة الوحدة انتهت ولايتها منذ فترة طويلة، ولا تمثل الشعب الليبي، ولا يجوز لها توقيع أو تجديد اتفاقيات تتعلق بمستقبل البلاد”.
وأضافت ليبيا 16 ألفا و700 كيلومتر مربع إلى منطقة سيطرتها البحرية جنوب جزيرة كريت مقارنة بشروط اتفاقها مع اليونان.
وفي إشارة إلى هذا الموضوع، قال الدبيبة: “لن نتنازل عن حقنا في المياه الإقليمية جنوب جزيرة كريت.. سيعزز البروتوكول الموقع ثروتنا النفطية الكبرى والاستثمارات ذات الصلة في مياهنا الإقليمية”.