العربي الجديد-
بمشاركة أكثر من 162 شركة من 26 دولة، انطلق مؤتمر إعادة إعمار درنة على مدار يومين. ويقام المؤتمر في درنة وفي بنغازي، بحضور رئيس الحكومة المكلفة من مجلس النواب أسامة حماد، والنائب الثاني لرئيس مجلس النواب فوزي النويري، والبَعثة الأوروبية التي أعلنت أنها تشارك كمراقبة في مؤتمر بنغازي، ولا تؤيد أي مبادرة لإعادة الإعمار من جانب واحد.
يأتي المؤتمر وَسَط انقسام سياسي في البلاد بين حكومة الوحدة الوطنية بطرابلس وحكومة أخرى مكلفة من مجلس النواب.
وضرب إعصار دانيال مدينة درنة الساحلية والمناطق المجاورة خلال شهر سبتمبر الماضي، مخلفاً دماراً كبيراً.
ورأى المحلل الاقتصادي محمد الشيباني أن إقامة أي مؤتمر لإعادة الإعمار هو بارقة أمل للمدن المنكوبة والمتضررة من إعصار دانيال، وأن ليبيا ليست بحاجة إلى الأموال، ولكن تُعْوِزُها الخبرة في الإدارة والتخطيط الفعال.
وأوضح الشيباني، في تصريحات لـ”العربي الجديد”، أن الخطوة الأولى تكمن في رأي الفنيين من مهندسين وخبراء في حجم الأموال المطلوبة، ولكن المشكلة في مصادر التمويل لتلك المشروعات وإدارة الأموال بصورة صحيحة في ظل الانقسام الحكومي.
وأكد المحلل المالي علي سالم أن هناك غياباً للرؤية التخطيطية بشأن المدن المتضررة ورأي مصلحة التخطيط العمراني في المخططات الموجودة.
وأضاف المتحدث ذاته، خلال حديثه لـ”العربي الجديد”، أن مدينة درنة بحاجة إلى رؤية عصرية، بحيث لا تحتاج إلا إلى أموال لا تتجاوز 10% من الإيرادات النفطية لإعادة إعمار البنية التحتية والسدود والجسور والطرق، فضلاً عن طريقة إقامة المساكن بالطريقة المثلى، تحسباً لأي فيضانات مستقبلية.
وأكد برنامج الأمم المتحدة الإنمائي أن الكارثة التي صاحبت العاصفة دانيال في مدن شرق ليبيا أثّرت بربع مليون شخص، وخلقت تحديات إنسانية خطيرة مع انقطاع شبكات الطرق وارتفاع احتياجات المواطنين من مواد الإغاثة والموارد، لافتاً إلى أن الفيضانات الغزيرة المصاحبة للعاصفة تركت نحو 25 مليون طن من الحُطَام.
وتقدر آخر الإحصاءات التي نشرها مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، في 17 أكتوبر، أعداد الوَفَيَات من جرّاءِ العاصفة بـ4300 شخص، مع فقدان قرابة 8500 آخرين، ونزوح 40 ألف شخص.
وقالت الحكومة المكلفة من مجلس النواب إن مؤتمر إعادة إعمار درنة والمناطق المتضررة تمثل ثقتها بضرورة الإعمار، والاستجابة الإنسانية السريعة لاحتياجات المواطنين في المدن والمناطق المتضررة، بما يحقق الاستقرار.
والمؤتمر يتطلع إلى حشد الجهود الوطنية والإقليمية والدولية، وتبادل الخبرات من أجل إعادة الإعمار، وتلبية لأهداف المؤتمر المتمثلة بتحقيق المطالب الشعبية لأهالي درنة والمناطق والمدن المتضررة بإعمار المدن على يد شركات عالمية كبيرة.