قبر الشهيد “كعبار” في مقبرة أبو اعليم بمصراتة
بعد غياب نحو عامين عن الوطن، قمت وعقب صلاة الجمعة بجامع الأجداد العالي في مركز مصراتة، بزيارة لقبور الأقارب في مقبرة أبو عليم/الدرادفة. فالتقيت مصادفة بأحد الأخوال، قال لي بأنه ليس بعيدا عن قبور أقاربنا رحمة الله عليهم، وعلى سائر موتانا وموتى المسلمين؛ يوجد قبر لمجاهد من خارج مصراتة..
* كتب/ أسامة وريث،
تقدمت فتفحصت الرخام ومسحته وجدت الاسم واضحا، وهو للمجاهد (الهـــادي بك كعبــــــار) وجيه غريان.
قمت بالتقاط صور له، وتذكرت توثيق المؤرخ الطاهر الزاوي عنه في أعلام ليبيا. مختتما قوله بأن الإيطاليين قد نقلوه سنة 1923 إلى مصراتة التي كانت وعقب مصرع قائد حكومتها رمضان، واستشهاد سعدون في مايو 1923 قد بدأت تسقط فعليا في ذاك العام في يد الطليان، وشنقوه هناك.
وهو من أعيان غريان، وفى مقدمة النابهين والمثقفين فيها، وينحدر من كوارغلية الزاوية، وقيل من شراكسة الزاوية. تعلم في المدارس التركية، وتقلب في وظائف الحكومة، وكان شديد الملاحظة قوي الذاكرة بيّن الحجة.
ولما وقعت الحرب الإيطالية سنة 1911م، كان في مقدمة الأعيان ممن دعوا إلى الجهاد وقاموا به، وكان معدوداً من طبقة المفكرين ممن يحترم الناس آراءهم.
ولما تولى نشأت باشا إدارة الحرب لمقاومة الطليان عيّنه قائمقاماً على غريان، واختير عضواً في هيئة المفاوضة بعد صلح أوشي سنة 1912م، وعضواً في مفاوضات صلح بنيادم سنة 1919م.
ولم يلبث غراتسياني وأن قبض على الهادي كعبار، فنُقل إلى محكمة الخمس، وهناك حُوكم، وحكم عليه بالإعدام في سنة 1923م، ونُقل إلى مصراتة وأُعدم في ميدانها شنقاً، عليه رحمة الله وعلى سائر إخواننا المسلمين.