الناس-
استحق الشاب الليبي “عمر فرج الغناي- ممرض” وسام الشجاعة ولقب شخصية الشهر في ليبيا، بعد إقدامه على تضحية غير مسبوقة، وهو يذهب برجليه إلى مستشفى موبوء بكورونا، فقط لرعاية نزلاء يحتاجون إلى تمريض.
ست حالات كانت في قسم العناية بقسم الباطنة بمركز مصراتة الطبي (مستشفى رأس الطوبة) تخلى عنها من تخلى، بعد ظهور حالات إصابة بفيروس كورونا في الأطقم الطبية، وأعلن المركز الطبي عن إيقاف العمل بالقسم إلى حين.
يتساءل الإعلامي “محمد الشيباني” في مطلع منشور له حول قصة هذا الشاب عن مصير المرضى بداخل القسم الموبوء بعد إغلاقه، فهو قسم إيواء حالات الباطنة بمركز مصراتة الطبي، ولا بد أن به حالات في العناية تحتاج إلى رعاية صحية ولا يمكن إخلاؤها على حالتها، وليس بإمكان كل مريض تحمل تكاليف العيادات الخاصة و “الأربعة آلاف جنيه لليلة”.
ثم يجيب على طريقته فيقول: “كلمني ولدي عمر فرج الغناي، خريج معهد التمريض المتوسط بمصراتة الذي أدرسه، أحد ممرضي العناية في رأس الطوبة، وقال لي إنه سيعود لرأس الطوبة!!
قلت له: طوبة شني يا راجل؟ أنت عارف الوضع غادي!!
فأخبر الممرض الشاب أستاذه بأن هناك ستة مرضى في العناية حالتهم حرجة، ولا تحتمل الخروج، وليس هناك إلا ممرضين اثنين، يخاطرون بصحتهم. ثم تابع في إصرار: “ضروري نمشي معاهم حتى أني”..
الأستاذ نبه تلميذه بأن يضع في حسبانه أنه لو أصيب -لا قدر الله- فلن يلتفت إليك مسؤول، بل لن يقدر أحد منهم تضحيتك، أو حتى يعترف له بها. فأجاب الشاب بإيمان إن هناك من يقوم بتعقيم المبنى كل يوم، وأنه وزملاءه يأخذون احتياطاتهم، “وأني جاي عشان المرض والناس، ومش عشان حد آخر”.
يقول محمد إن “عمر” من ثلاثة أيام داخل المستشفى، لا يغادره، يعمل في أكثر مكان موبوء في مصراتة، ترك عمله في المحل، وفرغ نفسه لرعاية حالات في العناية أربعا وعشرين ساعة، تطوعا، وبشجاعة ومخاطرة تحسب له، ويعلق: “لو كنت مكانه ما فعلت”!..
ويعقب: “وللعلم هو وجماعته يخدموا من شهر يناير الماضي، إلى الآن لم يوقعوا عقودا أو تصرف لهم مرتبات..
وللاطمئنان على حالة “عمر” ستجري له اليوم (12 يوليو 2020م) تحليل PCR. وبانتظار النتيجة يقول “الشيباني”: “والله الشباب هذيما خير من ألف مسؤول نصاب، وخير منا كلنا، وهما فعلا للي قاعدين ينحرقوا عشان الناس والبلاد والعباد.. يا ريت غير في الأخير يقدروهم ويعطوهم حقهم بس”..
يذكر أن مركز مصراتة الطبي قد أعلن الجمعة (10 يوليو 2020م) عن تعليق العمل بقسم الباطنة “مستشفى رأس الطوبة” بعد ظهور حالات إصابة بالأطقم الطبية والطبية المساعدة به.
وقد ظهرت الحالات بعد إيواء القسم لمريض في قسم العناية، وكان مصابا بالفيروس ولم يبلغ أحدا حتى أخذت منه عينة وتبينت إصابته، ونقل العدوى لطاقم المستشفى.
أما “عمر فرج الغناي” فهو البطل من هذا الزمان الذي لن يجد من يقدر تضحيته.. وقد لا يعاقبه أحد!!