العربي الجديد-
ما إن أعلنت الشركة العامة للكهرباء في ليبيا أن الشبكة استقرت، رغم ارتفاع درجات الحرارة وبلوغها مستويات قياسية مسجلة 52 درجة مئوية في بعض المناطق، حتى تفاجأ الليبيونبانقطاع التيار مجدداً. فما الحكاية؟
المواطن فؤاد مكاري، من مدينة مزده النائية، تبعد 200 كيلومتر شمال طرابلس، يقول لـ”العربي الجديد” إن التيار الكهربائي ينقطع لأكثر من 10 ساعات متواصلة من دون أي إيضاحات أو تفسير عما يحدث.
كذلك أكد عز الدين بن يوسف، من منطقة تاجوراء شرق طرابلس، أن الكهرباء تنقطع يومياً لأكثر من 3 ساعات في ساعات متفرقة من اليوم.
وفي السياق عينه، أشار المواطن عاشور الطلبة يسكن بالمناطق العشوائية بمنطقة طريقة المطار، إلى أن التيار الكهربائي ضعيف في مناطق ومقطوع في أُخرى، فيما لا توجد حلول للمناطق العشوائية من عدم استقرار الشبكة.
الناطق باسم الشركة العامة للكهرباء، وئام التائب، قال إن الشبكة العامة للكهرباء مستقرة، وثمة فائض يتراوح بين 500 و700 ميغاوات نتيجة التحسن الكبير في عملية الإنتاج، مشيراً إلى أن الانقطاع الحاصل للتيار في بعض المناطق يرجع إلى إجراء عمليات إصلاح لأعطال ميدانية في الشبكة العامة
ومع زيادة الطلب على الطاقة، قال إن ثمة محاولات لإعادة بناء الشبكة بعد الوصول إلى مراحل مستقرة من التوليد، حسب كلامه، مضيفاً أن فنيي الشركة يُجرون عمليات الصيانة في ظل ظروف صعبة وقاسية، لا سيما على ضوء الارتفاع الكبير في درجات الحرارة لمعالجة بعض الأعطال التي يجري إصلاح بعضها فوراً، بينما أُخرى تحتاج إلى مدى زمني متوسط، ومنها ما يتطلب عملاً على مراحل لأيام عدة.
وفي وقت سابق، قال مدير الإدارة العامة للجهد المتوسط ياسين القلعاوي إن الشركة تخطط لإعادة إعمار الشبكة وتنميتها، وتلبية الطلب على الطاقة في مناطق سكنية جديدة، نتيجة النمو السكاني والتوسع السكاني، مشيراً إلى أن ثمة جدولاً زمنياً لإعادة إعمار الشبكة الداخلية في غضون 6 إلى 9 أشهر، لكنه شدد على أن ذلك يتوقف على سرعة توفير الدعم والمواد اللازمة واستمرارية العمل.
وبلغت مصروفات قطاع الكهرباء 2.91 مليار دينار، أي ما يعادل 600 مليون دولار خلال عام 2022، وتسعى شركة الكهرباء إلى استقرار الأداء وإجراء صيانة لعدد من العمرات لدى مختلف المحطات.
الخبير في مجال الكهرباء، محمد الورفلي، قال لـ”العربي الجديد” إن إنتاج الشبكة في الوقت الحاضر ارتفع إلى 8.2 آلاف ميغاوات، وإن الاستهلاك يزداد في فصل الصيف إلى نحو 9 آلاف ميغاوات أو أكثر، وبالتالي يوجد طرح أحمال (تقنين) لمختلف المناطق تجري معالجته بقطع التيار الكهربائي لساعات عن المدن والقرى بشكل متفاوت، عبر برنامج لطرح هذه الأحمال.
وأوضح أن الشركة تخفي البيانات بشأن معدل الإنتاج والاستهلاك اليومي، حتى يتسنى لها معرفة أوضاع الشبكة للمستهلك، لا سيما بعد رفع أسعار الكهرباء، ودخول نظام الأقساط المصرفية
وكثّفت شركة الكهرباء جهود صيانة العديد من محطات الكهرباء والكابلات وخطوط النقل المتضررة، بسبب القتال خلال السنوات الماضية، إضافة إلى مشروعات لإنشاء محطات جديدة، بهدف الوصول إلى 14 ألفاً و834 ميغاوات بحلول عام 2025، و21 ألفاً و669 ميغاوات بحلول عام 2030.
وتسعى الشركة عبر 23 مشروعاً خلال عام 2023 بقيمة 895.56 مليون دينار (185 مليون دولار) من أجل استقرار الشبكة، ضمن خطة ثلاثية لتطوير مشروعات النقل والتوزيع، والتركيز على ترشيد الاستهلاك في توريد العدادات.
وفي هذا الإطار، رفعت حكومة الوحدة الوطنية أسعار بيع الطاقة الكهربائية على تسع شرائح، بالإضافة إلى إعفاء سداد ديون قيمة تعريفة الاستهلاك لعدد من المشتركين، وتحديد قيمة تعريفة الاستهلاك لكبار المستهلكين.