* كتب/ د. محمود ابوزنداح asd841984@gmail.com،
ساعة وراء ساعة ويوما بعد يوم تمر شاحنات الإسمنت كبيرها وصغيرها إلى داخل وخارج مدينة زليتن، عمالقة الإسمنت لهم النسبة الساحقة من هذه الشاحنات. الكل يعلم إلى أين الوجهة بمجرد رؤية ألوان وأشكال الشاحنات المحملة، فمنهم من لديه حجز أرقام شاحنات تخرج يوميا.
ارقام وطنية للصغار والكبار أحياء وأمواتا، يتم استخراج كميات وكميات من الإسمنت المكيس وغير المكيس. تحت مسميات مختلفة عبر أزمنة مختلفة وصولا إلى منح بالتعليمات والتوصيات أو مسمى (الباقة) حتى وصل الأمر بسعر التوقيعة إلى مبلغ…….. كبير كما يردد الشارع، ويبقى التحقيق هو الفاصل لما يراد أو يقال.
الناس وأصحاب مصانع الطوب الإسمنتي ذات المشاريع المتوسطة والصغرى انتهى بهم الحال إلى الغلق أو الاتجاه نحو السوق السوداء لمادة الإسمنت.
قضايا الزحف والبيع والشراء ومضاربة الأسعار تعج به أرفف النيابة العامة ودوائر الأجهزة الرقابية ليبقى الوقت إلى حين أن تعلن ليبيا ثورة لمكافحة زحف الطبقة الفاسدة على حقوق المواطنين.
ولتكن المحاسبة هي الفعل قبل القول، على الكبير قبل الصغير… (لو سرقت فاطمة لقطعت يدها) ولتذهب دولة ليبيا أو السعودية إن كانت ظالمة إلى يوم تشخص فيه الأبصار.
لايتحرك الشارع إلى أزمة ما إلا إذا كان هذا المكان قد امتلأ كثيرا من الإباحية حتى أصبح الحرام حلالا في قاموسهم.
تحرك شباب زليتن بعد أن فاضت قلوبهم قبل صدورهم بغبار مادة الإسمنت المسرطنة.
كتبنا سابقا ونكتب أن علاج أهل زليتن بفاتورة الأدوية المستوردة ستكون عالية وعالية جدا قد لا يسعفها إنتاج عشرات المصانع، شباب ليبيا الذي لا يبني مستقبله إلا من وراء التجار بعيدا عن أعين الحكومة التي لا تساعد في مشاريع الشباب، يكفي أن تخطيط المدينة لم ينفذ من سنة 1984.. لتغرق الناس في المياه الجوفية ساعة بعد ساعة ولساعة قفل مصنع الإسمنت أهم وأجدى لصانع القرار من حقوق وآلام الآخرين.
التبرير جاهز عندما يغلق طريق… يكون الرد مباشرة بالدفع الكاش دون النظر من أين وكيف ومتى خرجت هذه الأموال من أزمة السيولة، ويستمر المشهد أكثر غرابة عندما تقفل احتياجات حقوق الإنسان لينعم الآخر من الفتات، حتى أصبحت عادة سيئة مستمرة …..
لنكون أمام مشهد صادم وكبير وغير معتاد، بأن شباب زليتن قالت نريد محاسبة من هم داخل جدران المصنع. لا خارجه….. يقول ذلك الشاب الذي هو رب أسرة لعدد من الأطفال ويقطن في منزل الموروث عن جده (منزل من سقف خشب) لايملك حجز شاحنة إسمنت فهو غير مخول بأن يضع اسمه بين قائمة الحيتان الكبار. إنه يريد ليبيا خالية من الفاسدين؟!.
لن تكون المعالجة بإعطاء أموال للبعض لأجل إنهاء الحراك ولن يفلح الصدام التصعيدي والتهديد إلا بمذبحة لن يجففها إنتاج المصنع لمئات السنيين الحراك أعلنها بالمحاسبة وليكن الإسمنت للجميع أو جعله مادة للقطاع الخاص فعصر (سعر البيع الحكومي) انتهى بانتهاء اليوم الذي أعطي فيه لابن الباشا وقفل عن ابن شيخ الطريقة، حقيقة الأزمة تختلف عن قضايا الساعة، وحلها لن يكون مثل الحلول التي تفعلها الحكومة، فالاتصال من القصر العالي بطرابلس إلى البرج العالي للمصنع يختلف عن واقع الصوت تحت ميزاب الإسمنت، فغبار المصنع رائحته تختلف عن رائحة البرج، ومصنع البرج له من الألياف البصرية لمن يرى ويعي ويسمع.
إقرأ للكاتب أيضا: