رأي- هدرزة بالعقل
* كتب/ أنس أبوشعالة
الأمم المتحدة ليست كيانا مستقلا بذاته و سياساته وإنما تترجم إرادات وسياسات الدول الكبرى الأكثر قوة وفاعلية مثل أمريكا وروسيا والصين وفرنسا .
الدول الكبرى تربطها مصالح وعلاقات وتربيطات في عدة أمور ولا تبني سياساتها على العواطف أو الإعجاب بوجهة نظر أو جمال خطوة ذلك السياسي أو ذاك فالمصلحة هي الأساس .
المبعوث الأممي ما هو إلا موظف في منظمة تعتبر تابعة لإرادات تلك الدول بما يعني أنه لا يملك فرض الحلول بل ولا يجرؤ حتى على اقتراح الحلول متى خالفت سياسات ومصالح الدول الكبرى .
جميع التحويلات في العالم باليورو والدولار تخضع لرقابة أمريكا وأكبر شركات الاتصالات والتكنولوجيا والطاقة والسلاح والطب والعلاج أغلبها أمريكية المنشأ والإدارة والتأثير وبالتالي لا مجال إطلاقاً لكسر معادلات القوة في العالم بالخطابات والهتافات والتنظير ولا يمكن تغيير هذه المعادلات بشركة علاقات عامة توفر لك كم مقالة على كم لقاء ببعض الرؤساء والساسة الأجانب .
ما الحل؟.. الحل أن نعرف حجمنا جيداً وقدراتنا وإمكانياتنا وأدوات السياسة التي نمتلكها حتى نستطيع فهم ما يدور من حولنا.. هي حفلة دولية مهما تأنقت في ارتداء بدلة سياسية وإن كانت من الحرير الطبيعي فإنك لن تبلغ مكانة صاحب الحفلة وأصحابه وأهله والمقربين منه من الأحباب.. قد يكون دورك لحضور تلك الحفلة مجرد “جرسون” أو في المطبخ تحضر أنواع المشروبات و المأكولات حسب “المنيو” المعتمد من قبل صاحب “العزومة” فهو مالك المكان وصاحب الدعوة والمتكفل بكافة المصاريف.. أنت لا ترقى أن تكون حتى ضيف فما بالك بأن تكون في صدر المجلس؟
لا تتباهى بامتلاكك مزرعة خصبة التربة غنية المنتوج طالما أنك لا تملك القدرة والمعرفة في الزرع والحصاد والقطف والتسويق والبيع بل لا تملك القدرة والإمكانيات حتى لبناء سياج يحمي تلك المزرعة فلا تتباهى بأنك صاحب تلك المزرعة ولا تظن أنك تمتلك جيش من الخدم و المزارعين.. أنت المرهون فيهم مش العكس .