صوت مواطن ليبي:
رأي- ليبيا والإنسان الأفريقي. وعصا المنظمات الدولية
* كتب/ عميد بحار- أيوب عمرو قاسم
نتابع باستمرار الحملات الموجهة والمقصودة مع سبق الإرادة والتصميم التي تقوم بها المنظمات الدولية غير الحكومية مثل أطباء بلا حدود وسي ووتش وغيرهما وبعض تلك التي تتبع الأمم المتحدة مثل منظمة العفو الدولية (؟!!!) بغرض تشوية سمعة الدولة الليبية عموماً والأجهزة التي تقوم بعملها الرسمي والقانوني المناط بها كمكافحة ظاهرة الهجرة غير الشرعية.
ليبيا دولة مستقلة ذات سيادة وعضو في الأمم المتحدة ومن حقها أن تحمي أمنها واستقرارها المجتمعي في مواجهة غزو بشري من أكثر من (30) دولة أفريقية وغير أفريقية (والعالم وأوروبا يتفرجان)..
ليبيا تقوم بواجبها الإنساني أكثر من قدراتها رغم ظروفها الصعبة والاستثنائية في مكافحة ظاهرة نراها مصطنعة تؤججها وتدعمها دول وشركات ورؤوس أموال نحن نعي جيداً أهدافها وغايتها، وإننا نتحدى من يثبت أن هناك مساعدات حقيقية قدمت للأجهزة والمؤسسات الليبية التي تقوم بمكافحة الهجرة غير الشرعية، إن هي إلا وعود ودعاية إعلامية وسياسية..
ولا سبيل لنا ونحن في وضعنا هذا أن نرد الأراجيف والتضليل المدروس والمخطط له والمنفذ بإتقان وبمنهجية، أذرعه الظاهرة هذه المنظمات الأجنبية وآلة إعلامية ضخمة وساسة متنفذون في دول ومؤسسات كبرى لا رادع يردعها، بل هي تردع كل من يقف في طريقها، يخشاها الساسة الدوليون والأوروبيون والأفارقة، والحكومات بل حتى الدول، يسيطرون على الرأي العام العالمي والأوروبي، كيف والحال هكذا تستطيع ليبيا الدولة الضحية والتي تدور الرحى في قطبها ليسقط كل الحصاد الأفريقي في أرضها، ويلتقط الأوروبيون ما يرغبون في التقاطه من الحصاد بعد الغربلة ويتركون الباقي متناثراً في أرضها غير ما سوف عليهم..
إن هذه الهجمة المفبركة والممنهجة لا سبيل لنا للتصدي لها إلا بالتحدي والإصرار على حماية سيادة بلادنا وأمنها ومواطنيها، إن ذلك يمثل بالنسبة لنا مسألة حياة أو موت، تحدي البقاء والعيش كبشر لهم كرامتهم وكبرياؤهم..
المهاجرون غير الشرعيين مواطنون لدول جلها مستقرة وآمنة وغنية عليكم أن تتباكوا عليهم في بلدانهم ولاسترداد حقوقهم المنهوبة من الأقوياء، عليكم محاسبة دول الطوق الليبي ودول العبور قبل أن تحاسبوا ليبيا، عليكم أن تساعدوا الإنسان الأفريقي كمواطن قبل أن يصير مهاجراً غ ش بالضغط لتوفير حياة كريمة له في بلده التي تنهب من قبل شركات ودول أنتم تعرفونها، عليكم أن تضغطوا على الدول الأوروبية لاستقبالهم من بلدانهم مباشرة وعليكم الكثير الكثير لو حقا تطلبوا العدالة وتدافعون عن حقوق الإنسان..
نحن نعرف اللعبة التي تمارسونها مع المواطن الأفريقي المخدوع وضحية دعاية سوداء لإبعاده عن أرضه، وسعداء وأنتم تشاهدونه يهتز أمامكم ويرقص رقصة الفراشة واللهب..
لا يضيرنا ما تدّعون، ولا يخيفنا ما تنسجون في الخفاء، ونحن نعي كل مخططاتكم وستدركون يوماً ما أن الليبيين شعب عنيد وأرضه عرضه وحياته ولن يرضخ أو يستكين..
ما يحدث من قبلكم دليل إدانة ضد كل البشرية ضد كل القيم والمبادئ الإنسانية التي نادت بها الأمم المتحدة في ميثاقها، وكل الأديان والأعراف الإنسانية..
غياب العدالة وحُماتها في الأرض جعل الأرض في خطر التغوّل وقانون الغاب، وجعل مستقبل البشرية في مهب الريح، وصارت حقوق الإنسان عصا خشنة وفي أيادي غير أهل لها..
الحقيقة لمن أرادها ليس بالهين الوصول إليها إن دروبها محاطة بجدار حديدي كجدار برلين لا يقدر على إدراكها والوصول إليها إلا من كان له ضمير إنساني حيّ لا يمكن شراؤه بالمال أو بالمصالح..