* كتب/ خالد الهنشير،
لا أدري ماهي الحكمة من كتابة عبد السلام جلود لمذكراته مؤخراً..
التوقيت يطرح أسئلة كثيرة، لا أعرف من أين أبدأ، لكن استغرب ولديّ أسئلة كثيرة عالقة..
سبق وأن كتب شلقم اول كتاب له بعد سقوط نظام القذافي، واختار له عنوان أشخاص حول القذافي، كنت من أول الناس التي تحصلت على نسخة منه طالعت الكتاب بفضول كبير بحثا عن إجابات عالقة..
شلقم ذكر 40 شخصية في كتابه، تبادر إلى ذهني قصة علي بابا والأربعين حرامي، لاكتشف بعد أعوام فبراير أن لصوص سبتمبر غلابة بجانب لصوص فبراير والشواهد كثيرة، يجب أن نتذكر جميعا أن الطبقة الوسطى اختفت نهائيا بدءا من حقبة السراج الخ..
الطريف في الأمر أن شلقم الذي يمتلك ملكة أدبية ميزته عن الكثير من الكتاب، يشعرك أثناء حديثه على بعض الأشخاص من منظومة القذافي أن المسألة شخصية، والكتاب متاح إلكترونيا لمن أراد الاطلاع..
الأمر لا يقتصر على هذا الحد، في كتابه اللاحق بعنوان يوميات الثورة الليبية، كما يقول المثل (يقذف ويلحس) الكتاب يحوي تراجعات شبيه بالاعتذارات المبطنة، خاصة أثناء حديثه على قبائل وشخصيات معينة، وهنا يسوقنا هذا المستوى من الخطاب إلى التأكيد على دور القبيلة في مجتمع يحاول مؤخرا تغليف الديمقراطية بثوب محلي اختصت به ليبيا بين دول العالم والشواهد كثيرة، لماذا تراجع شلقم، ولماذا كتب اجلود الآن؟.
لديّ فضول قاتل في الاطلاع على ماكتبه الأخير، فضولا ليس إلا، لكن مش حنضيع وقتي في حاجات من هذا النوع، وربما سأكتفي بما ينشر هنا وهناك، لتكتمل الصورة عندي ولو نسبيا..
حالات الوعي المتأخر هي أشبه بالفزع الذي يسبق الموت بلحظات..