* كتب/ خليفة البشباش
نكمل اليوم حولا كاملا منذ أمر طحنون بن زايد ببدء حربه على طرابلس، وزجّ فيها بكومة من المغفلين والحشاشين وشمامي الزبدة، يقودهم صبيّه وعميله حفتر، ظن هؤلاء جميعا أنهم في نزهة مدتها أيام، وأن بعض الرشاوى والأموال الحرام التي وزعت سلفا كفيلة بأن تفتح الطريق حتى تصبح طرابلس تابعة لأبو ظبي كمناطق وبلدان أخرى، كانوا جميعا مخطئين.
في الموجة الأولى نتيجة لهذا الوهم ذهب مئات المغفلين التابعين لحفتر أسرى وقتلى وجرحى في باصات كاملة وبعض من نجا نقلوا بعيدا إلى أقسام بيع القعمول بعد أن لم يعودوا يصلحون للقتال، لم يمض شهر حتى فاق الجميع من سكرتهم، وعرفوا بأس من هب سريعا للتصدي لهذا العدوان، وانتقلنا إلى الخطة الإماراتية البديلة.. الغطاء الجوي المكثف..
حسب تقرير الأمين العام للأمم المتحدة غوثييرس فقد شنت المقاتلات المصرية والإماراتية أكثر من 1000 غارة على مدينة طرابلس، يرافقه قصف مدفعي همجي عشوائي أودى بحياة 300 من السكان المدنيين بينهم أطفال ونساء، بينما فقد أكثر من 140 ألفا من سكان طرابلس منازلهم واضطروا لأن يغادروها نازحين بحسب نفس التقرير، يضيف غوثييريس أنه منذ بداية الحرب على طرابلس دمر المعتدون مالا يقل عن 44 مدرسة تدميرا كاملا، وتضررت جزئيا 193 مدرسة، بينما توقفت 221 مدرسة عن ممارسة النشاط التعليمي، وتحولت 28 مدرسة إلى ملاجئ للنازحين، وفيما يتعلق بالمستشفيات والمنشئات الصحية يقول تقرير مكتب الشؤون الإنسانية بالأمم المتحدة أنه تضررت نحو 27 من المستشفيات والمرافق الصحية، بما في ذلك 14 مؤسسة صحية أغلقت تماما، ولم تعد تعمل وهناك نحو 23 مرفقا صحيا آخر في طرابلس مهددة بخطر الإغلاق في أي لحظة.
تستعصي على الحصر.. من مجزرة أطفال الفرناج، إلى مجزرة الكلية العسكرية وما بينهما، وما بعدهما من جرائم ومجازر ارتكبتها عصابات حفتر في طرابلس انتقاما وحقدا بعد هزائمهم الطويلة وخسائرهم الفادحة وساعات صفرهم التي استحالت أوهاما وأحلاما، رغم تحشيد الفاغنر الروس والجنجويد السودانيين وخلق كثير من شتى بقاع الأرض، صرفت ملايين لجلبهم من أجل وهم سيطرة ومرض حكم لم يجلب إلا خراب الشوارع وموت الأحبة وأزمات اقتصادية وحياتية، وحول حياة ملايين المواطنين في طرابلس إلى كابوس مرعب، وأصوات انفجارات الصواريخ العشوائية التي يطلقها السكارى والحشّاشون التابعون للأسير المتمرد.
مر عام كامل على العدوان على العاصمة، عام سيذكره الليبيون طويلا بأنه أكثر الأعوام التي عاشوها وحشية ودموية وإجراما لم يتوان فيه المجرمون المعتدون عن استخدام أي سلاح أتيح أمامهم، ولم تستثن نيران مدافعهم وحقدهم أي هدف.