الرئيسيةالراي

رأي- دولة المطففين

* كتب/ أنس أبوشعالة،

يقول الحق سبحانه في محكم التنزيل (ويل للمطففين) فقد وعدهم الله بالويل، والويل لُغةً هو الشر والهلاك وشدة العذاب، وقد وعد الله -ووعده الحق- المطففين بهذا الويل.

المطففين الذين إذا اكتالوا على الناس يستوفون، بمعنى أنهم إذا كان وزن الشيء وكيله لهم جعلوا من وزنه مستوفياً بزيادة، أما إذا كالوهم أو وزنوهم يُخسرون، أي إذا كان وزن الشيء للناس فإنهم يُنقصونه ويُبخسونه جوراً وعدواناً على حقوق الناس، حتى يعطوهم أقل من حقهم ويتقاضى هؤلاء المطففين دائماً الكسب والزيادة، ويُلحقون دائماً الأذى والإبخاس لحقوق الآخرين، دونما خوف من وعيد رب العالمين.

حينما يوزنون لك فئة الخمسين التي لديك بأقل من قيمتها إبخاساً، أما عند تقاضيك لمرتبك من المصرف فإنهم يوزنون ويكتالون عليك بمنحك فئة الخمسين بكامل قيمتها، فيستلم المواطن من الدولة حقه البالغ عشرة آلاف فتبرأ الدولة بذمتها تجاهه، وحينما يخرج للأسواق يكتشف أن الذي لديه لا يساوي إلا سبعة آلاف دينار، فهذه في رأيي نموذج للتطفيف وأفعال المطففين.

عندما تدخر من شقاء عمرك مائة ألف دينار لأجل حج بيت الله الحرام، أو لغرض تلقي ما يلزمك في الخارج من علاج، فتتفاجأ في يوم نحس صدور قرار يُبخس ويُخسر من شقاء السنين بفعل دولة المطففين، التي إذا اكتالت على شعبها استوفت، وإذا كالته أو وزنته أبخست وأخسرت..

فلا عجب أن يصدق الله وعده على هؤلاء المطففين الذين كنت أظنهم انقرضوا منذ بعيد السنين، فيأبى الله إلا أن يصدق وعده ويُرينا آياته ويجعل من الأمثال التي يضربها للناس مُشاهدة ومُعاينة ومرئية في مشهد من مشاهد الدراما والتراجيديا الإنسانية والأخلاقية والقانونية والشرعية كذلك..

للكاتب أيضا: 

رأي- المخبوزات والتشريعات

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى