رأي- حقيقة مسكوت عنها
* كتب/ يوسف أبوراوي،
الخطاب الصحيح المناسب يجب أن يتجاوز الشعارات والأسماء والأوهام ليصل إلى الحقيقة.
رابطة الفساد والسرقة التي تربط السبتمبري الفاسد بالفبرايري الفاسد أشد قوة ووثوقا مما تربطهم بالفقراء المشتركين معهم في الشعارات، وأنت ترى كيف يسعون بأموالهم التي كونوها في الفترتين إلى تقاسم المناصب وإجراء الصفقات والتفاهمات، والاكتفاء بدعوة الفقراء المساكين السذج عندما لا يتفاهمون ويتطلب الأمر الزج بأبناء الفقراء لتمرير ما يريدون، كما أن ما يربط الفقراء من الجانبين من غياب الخدمات والذل والشعور بالغربة في بلادهم هو أمر لا يمكن إخفاؤه.
لعل ذلك يوقظنا من هذه الأوهام الساذجة ويعلمنا أن الدنيا مصالح، والعاقل من بحث عن مصلحته لا من كان مجرد أداة لتحقيق مصالح الآخرين.. مصالح الشعب والناس في العالم هي التي كونت الديمقراطيات التي كفلت الحد الأدنى من كرامة الناس، وجعلت الحاكم مجرد خادم لهم، أما نحن الذين تعودنا الوهم والشعارات فحتى عندما أردنا أن نستورد هذا المنتج استوردنا ديكوراته لا جوهره، ولم تستطع مجتمعاتنا المهشمة الخالية من أي مؤسسات مجتمعية إنتاج من يمثلها إلا هؤلاء الفاسدين ليقودونا إلى مزيد من التخبط.