* كتب/ يوسف أبوراوي،
يثير كثير من الفضلاء موضوع التدريس والكتابة العلمية باللغة العربية، ككثير من الأمم والشعوب، ونحن نوافق على ذلك بدون شك، ولكن في رأيي أن هذا الموضوع يحتاج لكثير من الجهد لا يقتصر على مجرد إنشاء المعاجم للمصطلحات بل يتجاوز ذلك إلى وضع فلسفة واستراتيجية عامة للموضوع، وهذه بعض النقاط التي يجب التفكير فيها بشكل جدي حول الموضوع:
1- ضعف جهود الترجمة والتعريب لمستجدات العلوم، وهي مشكلة يشترك فيها متخصصو اللغة العربية والترجمة ومتخصصو العلوم، والجهود في هذا المجال جهود فردية، غالبا ما تؤدي إلى فوضى في هذه المجال، إلى درجة إدراج المصطلح الإنجليزي بجوار العربي لمعرفة دلالته !!!
2- الترجمة أو التعريب مجرد خطوة أولى لتكوين مجتمع علمي يجيد استخدام اللغة للتعبير عن أغراضه لا أكثر، فلا يظن أحد أن مجرد التعريب (إن حدث) سيقلب حالنا، بل الطريق طويل لتكوين مجتمع علمي منتج.
3- تكرار القول أن معظم أمم الأرض تدرس بلغتها المحلية صحيح، ولكننا كالعادة نأخذ الموضوع بشكل عاطفي ولم ندرس كيف فعلوا ذلك، وإلى أي مستوى، وهل سنرضى نحن بالكيفية التي ارتضوها، غالبا الجهود في هذا المجال تنتج لغة هجينة مختلطة لا هي إنجليزية ولا هي اللغة الأصلية.
4- معظم المجلات العلمية اليوم تنشر باللغة الإنجليزية، ونرى فيها ناشرين من جامعات صينية وروسية وغيرها من الأمم، فهل سندرس بالعربية أو العربية المختلطة ثم سننشر بالإنجليزية مثلا؟.
5- نحن من جهة نفاخر أن اللغة العربية كانت لغة العلم في أوروبا في القرون الوسطى!! ، فهل يعني ذلك أن نقبل بالإنجليزية كلغة للعلوم في زمن تقدم الأمريكان والغرب، ونعترف أن لغة العلم هي اللغة الأقوى في هذه العلوم؟
كل تلك الملاحظات لا نمتلك لها جوابا، ولم نبذل جهودا جادة لدراستها أو حتى إثارتها!
للكاتب أيضا: