* كتبت/ غادة الشريف،
كنت دائما في حرب مع ذاتي، كيف سأكون كما أريد في ظل مجتمع لا يُقدّر، لكنني وبرغم كل الظروف التي مررت بها، منحتني الحياة القدرة على التخطّي؛ والمُضي، نحو كل ما أتمناه وأسعى إليه.
الإعلام لم يكُن يوما مهنةً بالنسبة لي، هو حلم الطفولة، وقضية المراهقة التي أتعبتني، وأنا أصطدم بتيارات فكرية مختلفة من بينها تلك المعلمة التي قالت لي يوما وأنا في مقعد الدراسة الثانوية حين سألتنا ماذا ستدرسن وماذا تتمنون أن تعملوا، أجبت فورا سأدرس الإعلام وسأكون إعلامية، ضحكت كثيرا (معلمتي) وسخرت مني أنني لن أستطيع، وان مجتمعنا لا يقبل شيئا..
الأفكار التي تربيت عليها من بابا، عرّابي وداعمي دائما، حبيبي القريب البعيد الذي لم يمُت في داخلي، والذي رباني أنت امرأة قوية وأستطيع محاربة كل شيء وأي شيء، حين قال لي وأنا طفلة جالسة أبكي (أن البنات القويّات لا يبكين)
معركة خضتها وحدي، كان الخيار دائما لي، أن أستمر أو أقف، ربما لم أنجز شيئا غير عادي، ومبهر وعظيم؛ لكن صدقوني هو يعد استثنائيا، أخوض معارك الفكر مع المجتمع. التغيير كان دائما هويّتي، محاولة التغيير هما أصعب مما ظننت، ليس شرطا أن نغير ما حولنا، لكنني مؤمنة بأننا جزء من التغيير.
اليوم وأنا أقف متوازية مع كاميرا، ممسكة بسلاحي وهو المايك، أشعر بنشوة الانتصار
كوني أول صحفية ميدانية ومراسلة تلفزيونية ابنة مصراتة ومن مصراتة..
وفي انتظار من سيحلقن بي في ركب هذه المسيرة التي لا تنطفئ من طالبات في كلية الفنون والإعلام، وموهوبات، وهاويات.
قدمت ما كنت أسعى له ولازلت أحاول، درست الإعلام والماجستير وعملت فيما أحب وأتمنى ..
أن تؤمن بنفسك، وتتقدّم ، وتكون لديك قضية تريد أن تقدمها، وتتوكل على الله المُوفق والميسّر والذي أكرمني كثيرا ..