رأي- الفراشية البيضاء.. والمرسكاوي والمالوف..
* كتب/ أسامة اوريث،
الناس-
من الأشياء التي اندثرت من بنغازي القديمة -وجميع مقومات وتراثيات بنغازي القديمة تجمع ما بين الأندلسيين والكراغلة الأوربيين: (الفراشية البيضاء) غير المعروفة في البادية، إلى (المرسكاوي) الأندلسي اليهودي، إلى جانب (المألوف) أيضا، والذي كان موجودا في بنغازي إلى غاية الستينات، ولكن بسبب عدم الاهتمام وعدم بروز شخصية مثل الفنان حسن عريبي، اندثر المألوف من بنغازي..
معلوم أن تاريخنا الليبي تعرض للتزييف والكذب والطمس والتحريف بشكل كبير، فضلا عن ظاهرة تفسير الأسماء بتخريجها لفظيا الى أقرب عبارة معرّبة، مثل غدامس التي كانت موجودة منذ ما قبل ظهور اللغة العربية، تم اعتبارها كلمة جاءت من غذاء أمس!.. وقد ذكرها المؤرخ بلينوس الأكبر في تاريخه الطبيعي باسم Cydamus سيداموس ويشار إلى أنها كلمة لاتينية وتعني سوق الجلود؛ لأن المنطقة اشتهرت بدباغة الجلود الإفريقية منذ القدم.
وهنا (الفن المورسكاوي) حيث درج العامة الليبيون على أنه فن منسوب إلى مرزق، ومن مرزق جاءت تسمية مرزقاوي! بينما الحقيقة أنها تسمية تنتسب إلى موريسكيو الأندلس والدليل أن يهود بنغازي، هم أكثر من برع به في كامل برقة.
من الخطأ الاقتناع بأن الفن المرسكاوي أتى من مرزق! لأنه ببساطة لا نجد له أثرا في تراث مرزق، ولا نجد أصلا أي موروث مرزقي أو حتى فزاني عميق داخل بنغازي التي كانت مصراتية المنشأ، حتى أن المؤرخين قد سموها بنغازي بنت مصراتة، ولا تزال خرائط أحيائها وشوارعها القديمة تشير إلى أسماء المكونات المصراتية، فضلا عن المكون الأندلسي الذي أنشأ درنة لاحقا.. والمرسكاوي أيضا هو بنغازي الأصل موريسكي Maurisque المنشأ.. ولا نجد له مثالا في مرزق او غيرها من بقاع فزان.. بل ببنغازي فقط.. ولم يسكن بنغازي القديمة ويؤسسها سوى المصاريت والأندلسيون وبعض اليهود الإسبان..