رأي- السياسة فن ولكن عند الليبيين حرب !!
* كتب/ محمود أبوزنداح
asd841984@gmail.com
المبلغ ضخم (أولي) ولكن يبقى مجرد تكهنات 600 مليار هو مصروف ليبيا خلال التسع سنوات الماضية .
السياسة هي فن لدى الشعوب الأخرى ولكنها في ليبيا هي الحرب. ارتكب فن كوخ الجرم بنفسه حين قطع أذنه وأخرج الفن عبر ملاحم وجه فكانت لوحاته الفنية تصرخ الوجع.
منذ الحكم الملكي الذي جفف المعنى السياسي وهجر المناضلين أصحاب المدرسة الأولى مثل بشير السعداوي، ترسخ لدى العقل الليبي أن السياسة هي حرب وليست فن!! بل ختم على ذلك بالوصية القاتلة ان من تحزب خان وإن ممارسة السياسة هي فن من فنون الحمير لدى مفجر الحل (النهائي الجماهير والنظريات).
وبَقى حزب اللجان الثورية يمارس السياسة والحرب والاقتصاد والوصاية على الشعب .
تواصلت حقول التجارب بهذا الشعب، وأصبح هو الحقل الذي تدفع من خلاله فاتورة الأزمات إن كانت اقتصادية أو أمنية، وبقيت الشركات والأجانب منذ النشأة الأولى تتسلم مرتباتها العالية بالعملة الصعبة وبرقم كبير، ويصر المسؤول على أن يبقى الليبي محروما من راتبه الصغير!!
جمعيات هنا وأسواق شعبية بائسة هناك، وغزو أطيان الغير باسم الزحف وقروض وربا… إلخ
حتى أتى عصر أفسد الفاسدين الذي لم يسبق له مثيل من حيث هجرة الشباب والعائلات عبر قوارب الموت، اختنق الاقتصاد وأصبحت الحياة كريهة والعفن الوزاري متصاعد لدى حكومة السراج هي الأفظع ولكن هي الرائحة العفنة التي لايحيد عنها السراج فقد استرضى بالمجاري عطراً له والتصق بكل من لديه .
الفساد شرقاً وغرباً هو العنوان، المواطن هو من يدفع فاتورة الصلح بين الفاسدين، إن جاء هذا الصلح قبل اندثار الشعب، فقد جاءت المرتزقة من كل حدب وصوب، وأصبحت اليونان أفضل، وتركيا أقوى، وفرنسا تتضرع، والعالم له اقتصاد قوي بعد رحلة انهيار وشيكة، هي فنون السياسة التي يتقنها الغرب وليست سياسية الخراب والدمار وبيع الأوطان بحجة الوصول إلى حل يرضي جميع الأطياف، وهنا المقصد أصحاب السلطة فقط!!