* كتب/ يوسف أبوراي،
لو سألتني أن أرجع كل ما نمر به من تخلف وانحطاط شامل إلى سبب واحد تتفرع عنه كل أنواع الشرور لقلت لك إنه (الكذب).
فالنفاق الاجتماعي، والجهل، والتقارير الكاذبة، والتعليم المتدني، والتظاهر بالتدين أو الالتزام، والتظاهر بالحب أو الصداقة، والتعالي بالمكانة الاجتماعية أو العرق أو القبيلة، وادعاء العلم أو الثقافة، والتزلف الى المسؤولين بالحق والباطل، كلها في حقيقتها تمظهرات مختلفة للكذب.
الغريب أن كل هذه الأوبئة ستجدها في معدلاتها الدنيا في كل المجتمعات الناضجة التي حرصت على بناء الإنسان وعمارة الأرض !!!!
والمشكلة الأكبر أن هذا الداء إذا استشرى لم يعد الإنسان يشعر به، بل تتحول مجتمعات كاملة إلى مستنقعات من الكذب والنفاق السمج، يجاملون بعضهم فيما لا تجب فيه المجاملة، ويفرطون فيما يجب الحفاظ عليه، يتحولون إلى قطعان من لابسي الأقنعة الذين تصطدم بهم كل صباح وهم يوزعون ابتسامات صفراء تليق باصفرار قلوبهم ونفوسهم، فتنقلب المعايير وتختلط الأمور، وتتدهور الأخلاق، وتنحط الحضارات، أما الأشد سخافة على الاطلاق فهو من يظن أن الكذب نوع من الشطارة والحذق والنجاح.
قال تعالى:
– {إِنَّمَا يَفْتَرِي الْكَذِبَ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِ اللّهِ وَأُوْلـئِكَ هُمُ الْكَاذِبُونَ }.
– {إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّارٌ}.
قاتل الله الكذب، وأبعد عنا الكاذبين بكل أنواعهم..