* كتب/ عطية الأوجلي،
كان ذاك الشارع بجزيرة هافار الكرواتية صغيرا ومغمورا … قليلا ما يرتاده أحد غير ساكنيه… غير أن الحياة دبت فيه ببطء وتثاقل ذلك اليوم عندما قررت البلدية أن تقوم بمد أنابيب المجاري فيه … ابتهج معظم السكان بالخبر فقد طال انتظارهم لهذا الحدث … لكن ما إن بدأت أعمال الحفر حتى توقفت …
فقد اكتشف العمال قطعة من الفسيفساء تحت أرضية الشارع… تغير المشهد فجأة… سارع خبراء الآثار بالقدوم… وتحول ذاك الشارع الهادئ الكسول إلى خلية نشاط… بين مسؤولي البلدية الذين سارعوا إلى وقف أعمال المجاري… وخبراء الآثار الذين أحاطوا المولود الجديد بالرعاية… والسكان الذين أحسوا بالأضواء تسلط عليهم وعلى شارعهم… وجموع الصحفيين والإعلاميين الذين تناقلوا خبر الاكتشاف وتأويلات وتفاسير المختصين… فالقطعة تعود إلى العصر الروماني …
تغيرت حياة السكان… فقد أصبح زقاقهم الصغير المجهول قبلة للزائرين… انتعشت أعمالهم وارتفعت قيمة ممتلكاتهم… وأصبح زقاقهم.. وهم … معلما من المعالم…
كل ذلك لقطعة دفنها الزمن لقرون… ثم أعاد الحياة إليها وإلى الشارع وساكنيه… ليؤكد أن آثار القدامى كثيرا ما تعيد الحياة… للمعاصرين.