الحالة السورية..
* عبدالرحمن نصر
تركيا تجتاح منطقة داخل الحدود السورية اليوم، بمشاركة فصائل من الجيش السوري الحر بحجة حماية أمنها القومي،
وإيران وميليشياتها الشيعية اللبنانية والعراقية متواجدة داخل الأرض السورية وتحارب مع نظام بشار الأسد بحجة المقاومة ضد إسرائيل،
وروسيا تملك قواعد عسكرية في سوريا وتشارك في الحرب السورية على الأرض وفي الجو مؤيدة لنظام الأسد بحجة محاربة الإرهاب المتطرف،
أما أمريكا وحلفاؤها من دول الغرب وبعض العرب فيشاركون في الحرب السورية ويدعمون أكراد سوريا والفصائل المعتدلة من الجيش السوري الحر بحجة القضاء على الإرهاب الإسلامي المتطرف..
وكلهم يحاربون إرهاب داعش والمنظمات الإسلامية المتشددة كالقاعدة وجبهة النصرة وأخواتها من متطرفي الإخوان المسلمين وغيرهم..
المهم في هذه الحروب القذرة الكارثية في سوريا التي هي مشتعلة من قرابة سبع سنوات، كانت بدايتها ثورة شعبية سورية سلمية، لتتحول إلى حروب أهلية لا تنتهي وتقضي على الأخضر واليابس، وتصبح سوريا الضحية الأولى، فالخاسر الأكثر هم أبناء الشعب السوري بين قتيل وجريح ومهجر ونازح ومختطف، ومدن ومصانع ومدارس ومستشفيات وبنية تحتية مدمرة بالكامل، ومقومات الحياة مفقودة أو تعاني من نقص شديد.. فقد فقدت سوريا باستقلالها وأصبحت الدول الإقليمية الطامعة والقوى الإمبريالية العالمية، هي من تحدد استمرار الحرب أو إنهاءها، بل حتى مصير الشعب السوري الفاقد لإرادته والمهدد في وجوده.. والسؤال الذي يفرض نفسه اليوم، هل ستبقى الأرض السورية موحدة أم تقسم بين كل هذ الدول المتحاربة المتنازعة والمحتلة بشكل مباشر أو غير مباشر للأرض العربية السورية؟؟؟؟..
فإسرائيل تحتل الجولان السوري منذ عقود بحجة حماية كيانها المصطنع. وتركيا اليوم بدأت سيطرتها على مناطق سورية قريبة من حدودها بحجة حماية أمنها الوطني، وروسيا تملك قواعد عسكرية أرضية وبحرية وجوية في سوريا بحجة حماية نظام الأسد ومحاربة الإرهاب، أما إيران فمتواجدة في سوريا بعشرات الآلاف من حرسها الثوري الإيراني. وتوابعها من مليشيات حزب الله الشيعية اللبنانية والعراقية المؤيدة للأسد، وأمريكا وحلفاؤها هي الأخرى متواجدة عسكريا عل الأرض وفي الجو السوري والتركي، وهي أيضا داعمة للقوات الكردية السورية في شمال شرق سوريا، ويتبع لها ما يسمى بالقوات الديمقراطية السورية المعادية لتركيا.. حالة من التعقيد والتناقضات في الحرب السورية، أعتقد أن سوريا ذاهبة إلى الضياع والتقسيم وفقدان تقرير المصير، فالشعب السوري أكان نظام الأسد أو ما تبقى من فصائل الثورة السورية، ليس لهم وزن في المحادثات والمفاوضات الجارية اليوم بخصوص الحرب أو السلام في سوريا..
أنا كليبي وعربي أشعر بالحزن والألم لما حدث ويحدث في سوريا من ضياع القطر السوري وفقدان كل شيء قابل للحياة في ذاك البلد العربي، وكليبي أشفق وأخاف بحق على ليبيا بلادي أن تضيع هي الأخرى، بفعل البعض غير المؤمن بالوطنية الليبية وبالليبيين، وبالتالي علينا جميعا كوطنيين ليبيين أن نغلب العقل ونحسن النوايا، ونلم الشمل ونتوافق فيما بيننا، للمحافظة على ليبيا ككيان سياسي واحد مستقل وحر، ونتعايش فيه كليبيين بدون تمييز، رافضين الأفكار الدخيلة المتخلفة المستوردة من الخارج، وكل ما هو عدائي وفتني وغريب حتى لا يكون مصيرنا كمصير الشعب السوري أو الصومالي، ونفقد ليبيا وخيراتها إلى الأبد ونصبح مشردين.. لا سامح الله..