* كتب/ يوسف أبوراوي،
فرق كبير بين إصلاح الفكر الديني من داخله، ومحاولة تغييره من الخارج.
أعني بالداخل هنا الإيمان بأن الدين وضع إلهي سائق لصلاح الدارين، وحدثت بعض الأغلاط في تفسيره وفهمه، أو يجب تجديد بعض مسائله واجتهاداته لتغير الأزمان والوقائع..
هذا في رأيي يسمى تجديدا، وهو ما يقوم به كثيرون ممن ينتمون إلى الدين كلا حسب فهمه وجهده وآلته، وإن بدت مدارسهم واجتهاداتهم وأفكارهم متباعدة متشاكسة .
التغيير من الخارج هو إيمانك أن الدين وضع بشري أو تراكم ثقافي أو حتى مجرد خرافات وأوهام، وأنت تريد تحرير العقل منه ومن هيمنته الضارة.. وتؤمن أن النهوض لا يتم إلا بالقطيعة مع الدين وكل ماهو ديني.
هنا لست في موضع المفاضلة أو الحكم على الحالتين، فالدين نفسه أعطاك حرية الاختيار.. وأنا لا مشكلة عندي في أن تتبنى أي الخيارين، فالمسألة بأكملها هي شأنك الخاص.
المزعج في مسلك الكثيرين ممن يدعون الإصلاح هو التخفي في ثوب الإيمان، وهو يضمر نقيضه وادعاء الإصلاح، وهو يروم الهدم.. إما بسبب الخوف من المجتمع والمحيط.. وإما كنوع من المكر والخداع… وإما عدم القدرة على تحديد المواقف والتمييز بين العواطف والأفكار.
إن المعركة قبل أن تكون إصلاحا أو هدما، هي في رأيي معركة صدق ووضوح قبل ذلك.. إن هذه الضبابية هي سبب مباشر لكثير من التخلف والانحطاط الذي نمر به.. حدد موقفك وأعلنه بشجاعة وتحمل عواقبه وكن كما تريد، فالكذب لا يوصل إلى شيء!