* كتب/ د. عبدالله السباعي،
صدر في عام 2009م، ألبوم غنائي للمطرب المصري المعروف عمرو ذياب احتوى على مجموعة من الأغاني كان على رأسها أغنية “كلّه إلا حبيبي” من كلمات أيمن بهجت قمر، ولحن عمرو مصطفى، وعند الاستماع لهذه الأغنية نجد أن لحنها مقتبس من أغنية المرحوم الفنان محمد رشيد “النّوم بعته والسّهر شريته” مع تغيير المقدمة والتوزيع الموسيقي، والنص الغنائي.
والمعروف أن الفنان محمد سليم قد تغنّى بها أيضا في عقود زمنية سابقة، وينسب البعض لحنها للملحن المرحوم أمحمد حسن بك، الذي كان يرفض وضع اسمه على جميع ألحانه لظروف لا نعلمها؟ ومن أشهرها أغنية “دير المليحة ما ادّير السّية” التي تغنّى بها المرحوم محمد سليم، والتي تُنسب للتراث الشعبي مجهول المؤلف والملحن، بالرغم من أن والده الأمين حسن بك كان من موسيقي المدينة القديمة المشهورين في العقد الثالث من القرن الماضي.
المهم يُقال أن أفرادا من بقايا أسرة أمحمد حسن بك اتصل بعمرو ذياب بخصوص هذا الاقتباس، والغريب في الأمر أن الفنان المرحوم عثمان نجيم ذكر في لقاء مرئي مسجل معه عام 1986، أذيع في سهرة مع الموسيقا والتراث، التي كانت من إعداد وتقديم المرحوم عامر الحجاجي وكاتب السطور، ذكر فيها عثمان أنه في أيام شبابه كان يستمع لهذه الأغنية كثيرا في مقهى سوق المشير من اسطوانة مكتوب عليها أنها من لحن وغناء “صيّون محلوله” من موسيقيي يهود ليبيا في ذلك الوقت، فمن هو صاحب هده الأغنية؟ ومن هو ملحنها؟ ويُستبعد أن تكون من الألحان الشعبية الليبية لأنها في مقام النهاوند، الذي لا يُعدّ من مقامات هذا التراث المقتصرة على البياتي والرصد.. والغريب مرة أخرى كيف وصلت هذه الأغنية الليبية القديمة للفنان المصري عمرو ذياب؟
قد يكون ذلك عن طريق أحد مرتزقي الفن الليبي، وهم كّثر، الذي أقنع عمرو ذياب أنها من التراث الشعبي الليبي، وأنه لا بأس من اقتباسها وغنائها، مثلها مثل غيرها من تراثنا الغنائي المنهوب في كل مكان وزمان..
أعتذر عن الإطالة، ولكن للضرورة أحكام.