عربي 21-
طرحت الخطة الاستراتيجية العشرية التي أعلنت عنها الولايات المتحدة الأمريكية لمنع الصراع في عدة دول وعلى رأسها ليبيا مزيدا من الأسئلة حول مدى نجاح الخطوة في حسم الأزمة الليبية، وتوقيت تطبيق هذه الخطة وعلاقتها بالانتخابات وتوحيد الجيش.
وأحال الرئيس الأمريكي، جو بايدن خططا جديدة إلى الكونغرس مدتها عشر سنوات لتنفيذ استراتيجية الولايات المتحدة لمنع الصراع وتعزيز الاستقرار في عدد من البلدان التي تشهد صراعات، ومنها ليبيا التي أكدت أن الخطة ستقوم بالتركيز على الجهود المحلية للحد من العنف في جنوب البلاد كأساس لجهد طويل الأجل لدعم عمل الشعب الليبي لـ”بناء نظام ديمقراطي ومستقبل مستقر”.
“شراكات وحكومة موحدة“
وأكد المبعوث الأمريكي الخاص إلى ليبيا، ريتشارد نورلاند أن “استراتيجية العشر سنوات الجديدة لمنع الصراع في ليبيا تعتمد على شراكات بناءة وبرامج على مستوى المجتمع تدعم تطلعات الشعب الليبي إلى الاستقرار والمساءلة والحوكمة المستجيبة، وهي مبادرة التزام للولايات المتحدة بالوقوف إلى جانب الشعب الليبي ودعم التقدم نحو حكومة موحدة منتخبة ديمقراطياً يمكنها تقديم الخدمات العامة وتعزيز النمو الاقتصادي”.
هل تنجح الخطة الأمريكية في حسم الصراع الليبي؟ ومتى سيتم تطبيق هذه الاستراتيجية؟
“خطوة بناءة وحاسمة“
من جهتها، أكدت عضوة مجلس النواب الليبي، ربيعة بوراص أن “الخطة الأمريكية خطوة بناءة في اتجاه دعم الاستقرار وترك الحروب والصراعات ومعالجة جذور الأزمة في ليبيا من خلال استراتيجيات محترفة على المستوى السياسي والاقتصادي والاجتماعي والأمني ما يحقق مصالح القوى المحلية”.
وأشارت في تصريحات لـ”عربي21″ إلى أن “أمريكا تملك خبرة واسعة في بناء الدولة وحل الصراعات والحروب الأهلية وتمتلك القدرة على حسم الأزمة، لكن هذه الاستراتيجية العشرية تحتاج للجنة رفيعة المستوى مثل التي تحدث عنها المبعوث الأممي، عبدالله باتيلي، وستقوم هذه اللجنة بتحديد أوجه تنفيذ الاستقرار وتوطين نظام الحكم الديمقراطي الذي يضمن للجميع حق المشاركة وخاصة بعد تعثر الثقة بين الأطراف الليبية”.
وتابعت: “الانتخابات وحدها لا تكفي للاستقرار وبناء الدولة لكن الحاجة أصبحت ماسة للجنة توجيهية تضمن تحقيق الاستقرار وتؤسس نظام حكم يدعم ما ينتج عن الانتخابات القادمة التشريعية والرئاسية”، وفق تصريحاتها.
“تحديات وإخراج فاغنر“
وقال وزير التخطيط الليبي السابق، عيسى التويجر إن “هذه الخطة هي تنفيذ لقانون الهشاشة الذي أصدره الكونغرس في عام 2019 وكانت ليبيا من ضمن 4 دول هشة قررت واشنطن دعمها، وأنه تم إعداد هذه الاستراتيجية بعد إشراك عدد كبير من الليبيين وتمت صياغة الأهداف المعلنة بناء على ذلك”.
وأوضح في تصريحات لـ”عربي21″ أن “هناك تحديات ضخمة تواجه الأهداف المعلنة ومنها وجود رغبة لدى بعض العائلات للسيطرة على الحكم مستغلة الانتخابات وكذلك وجود مرتزقة الفاغنر التي تحتل قواعد عسكرية مهمة في الجنوب الليبي، لذا أعتقد أن هذه الخطة العشرية تعطي الغطاء للسعي لإخراج المرتزقة الروس من ليبيا”، بحسب تقديراته.
“إنهاء حكم حفتر“
في حين رأى عضو المجلس الأعلى للدولة في ليبيا، محمد امعزب أن “تحقيق الاستقرار في ليبيا له طريق وحيد وهو تفكيك التشكيلات المسلحة في الغرب الليبي وحل ما يسمى بالقيادة العامة للجيش (حفتر) في الشرق، وأمريكا قادرة على تنفيذ ذلك”.
وأكد في تصريح لـ”عربي21″ أن “الانتخابات ليست حلا خاصة إذا أفرزت ديكتاتورا جديدا، فالشعب الليبي عانى من ديكتاتورية العسكر طوال أربعة عقود وضعت ليبيا في موخرة الأمم بعد أن كانت دولة ناهضة، والآن إذا أرادت الولايات المتحدة شراكة استراتيجية مع ليبيا هدفها الاستقرار والازدهار فعليها أن تساعد الليبيين في إجراء انتخابات نزيهة وشفافة وتمنع أي قوى إقليمية أو دولية من ممارسة الضغوط لفرض طرف على آخر”، وفق رأيه.
“خطوة قوية وقوة ناعمة“
المحلل السياسي الليبي المقيم في أمريكا، محمد بويصير قال من جانبه إن “إعادة الاستقرار إلى ليبيا وإنتاج حكومة موحدة عن طريق الانتخابات يخدم أغراض الأمن القومي الأمريكي الذي يعتبر أن الانشطارات في ليبيا والتقاتل هما اللذان يجلبان الروس وربما الصينيين وأيضا الراديكالية لهذا البلد الذي يمتلك أطول ساحل يواجه أوروبا والذي كان حاضرا دوما في الحربين الأوروبيتين”.
وأضاف: “لذا فإن الولايات المتحدة ستضع كل قدراتها لإجراء انتخابات حقيقية وإنتاج حكومة موحدة يمكن بعد ذلك دعمها بل ومساعدتها في مواجهة من سيحاول عرقلة تحقيق الاستقرار، وستنجح الخطة في حسم الصراع فلا أحد يستطيع مواجهة الولايات المتحدة عندما يتعلق الأمر بأمنها القومي”.
وتابع في تصريحات لـ”عربي21″: “واشنطن قادرة على إسكات كل معارضة بقوتها الناعمة فقط، وبخصوص الجيش فلا بد أن يخضع لقيادة مدنية منتخبة، وهناك جهود في اتجاهات مختلفة لتحقيق ذلك منها تكوين قوة برعاية الجيش الأمريكي فيها كتائب من الشرق والغرب والجنوب تحت قيادة موحدة ومشتركة”.