اخبارالرئيسيةثقافة

تأملات إنجليزية في الصحراء الليبية

الناس-

“عرفت سبب عدم وجود ملحد في الصحراء، هذا يعني أن الانسان يتعين عليه الوثوق بشيء أقوى وأبعد منه أثرا، في أوروبا إذا لم يكن هناك إله يساعد، فإن هناك العلم والتلفون والقطار والطائرة، في ليبيا حيث لا يستطيع البدوي طلب النجدة باللاسلكي، وحيث لا توجد لافتات إرشادية أو جراح أو ميكانيكي، حيث لا يوجد طعام يشترى او ينتقى، حيث لا يوجد تحذير غير الموت، فإن المترحل الوحيد لا بد أن يعلق أو يربط إيمانه بقوة تفوق قوة ذلك المرشد هادئ الوجه الذي يكون مصير القافلة بين يديه”

هذا ما كتبته الرحالة الإنجليزية “روزيتا فوربس” التي زارت الكفرة على ظهر جمل مع قافلة انطلقت من اجدابيا في ديسمبر 1920 في رحلة استغرقت نحو ثلاثين يوما.

“الصحراء تولد التحفظ، والإنسان إذا ما ترحل وحيدا أياما وأسابيع عدة دون أن يرى إنسان أو يتبادل كلمة واحدة مع شخص آخر، يتعلم التواصل مع نفسه ومع ربه، ويضع قلبه في غرفة محكمة الغلق”

ارتدت “فوربس” في رحلتها زي ليبي، وادعت الإسلام وبأن اسمها خديجة، وأمها من أصول شركسية.

دونت “فوربس” تفاصيل رحلتها بكتاب صدر في مارس 1921 قسمته إلى خمسة عشر فصلا، وضمنته خريطة لخط سير رحلتها، وعدد من الوثائق والصور.

التقت الرحالة الإنجليزية بالملك إدريس السنوسي – الأمير آنذاك – والكثير من إخوان السنوسية، وتأثرت بها.

“لقد بدأت اتشبع ببساطة الحياة، اعتقد أن بركة ذلك البدوي كبير السن – سيدي ادريس السنوسي – قد ملكت نفسي وسحرتني، سوف اعتنق الإسلام بعد أن أترك الصحراء“.

 ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

روزيتا فوربس، سر الصحراء الكبرى: الكفرة، ت: صبري حسن

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى