اخبارالرئيسيةثقافة

تأسيس وحدة للترجمة في مركز المحفوظات والدراسات التاريخية

الناس–

أعلن المركز الليبي للمحفوظات والدراسات التاريخية عن تأسيس وحدة الترجمة، بهدف تفعيل الاشتغال الأكاديمي في مسعى لإعادة الاعتبار للوثيقة التاريخية الليبية وإتاحتها للباحثين من مختلف اللغات.

ويضم المركز أرشيف ضخم يحتوي على قرابة خمسة ملايين وثيقة تاريخية، مكتوبة بأكثر من عشر لغات، وتتناول مختلف جوانب الحياة الليبية منذ أواخر القرن السادس عشر وحتى القرن العشرين.

جاء هذا الإعلان عقب اجتماع تأسيسي انعقد في الثامن من الشهر الجاري، بمشاركة رئيس المركز الأستاذ الدكتور محمد الطاهر الجراري، وعدد من الباحثين والأكاديميين.

وناقش المجتمعون الأسس التي ينبغي أن تقوم عليها الوحدة، من حيث المعايير الأكاديمية والضوابط المهنية، قبل أن يُقرّوا الصيغة النهائية لتصورها العام، ودورها في المرحلة المقبلة.

وقال بيان صادر عن المركز إن الترجمة لم تعد مجرّد أداة لنقل النصوص من لغة إلى أخرى، بل باتت اليوم وسيطاً أساسياً لفهم التاريخ المشترك بين الشعوب، وتعزيز الحوار الثقافي في زمن العولمة، مشيرًا إلى أن جزءاً كبيراً من تاريخ ليبيا لا يزال حبيس لغات أجنبية، خصوصاً الوثائق التي تعود إلى فترة الاستعمار الإيطالي وما قبلها، والتي توجد نسخ كثيرة منها في الأرشيف الوطني الليبي.

وأوضح البيان أن إنشاء وحدة الترجمة يأتي في هذا السياق، كمحاولة لـ “سدّ فجوة معرفية حقيقية” وفتح الباب أمام الباحثين المحليين للاطلاع على مصادر ومراجع لم تكن في المتناول من قبل، إلى جانب تمكين الجمهور الأجنبي من فهم جوانب من التاريخ الليبي، من خلال ترجمة أعمال ووثائق أساسية إلى لغات عالمية.

ووضعت وحدة الترجمة ستة أهداف رئيسية لعملها، أبرزها ترجمة المصادر الأجنبية حول ليبيا إلى العربية لإثراء المكتبة الوطنية، ونقل الوثائق الليبية إلى اللغات الأجنبية خدمة للباحثين والمهتمين الدوليين، وتسهيل التعاون العلمي بين ليبيا والمؤسسات البحثية العالمية، وحماية المخطوطات عبر ترجمتها وتوثيقها، وبناء كوادر مترجمين متخصصين في المجال التاريخي، فضلا عن تعزيز الحضور الثقافي لليبيا على الخارطة العالمية من خلال تقديم تاريخها بلغة الآخر.

وقال القائمون على المركز إن المشروع يواجه تحديات كبيرة، من بينها قلة الكوادر المتخصصة في الترجمة التاريخية، والحاجة إلى تدريب فرق عمل على التعاطي مع المصطلحات الدقيقة والتفاصيل الزمنية الدقيقة التي تتطلبها الوثائق، إضافة إلى ضرورة التنسيق مع مراكز أكاديمية دولية لضمان جودة المخرجات.

ويُعد المركز الليبي للمحفوظات والدراسات التاريخية واحداً من أعرق المؤسسات الثقافية في البلاد، ويحتفظ بأرشيف ضخم يتضمن وثائق نادرة، بعضها غير منشور أو معروف على نطاق واسع. ويُنتظر أن يشكّل تأسيس وحدة الترجمة نقطة انطلاق جديدة نحو انفتاح علمي وثقافي أشمل، يعيد لليبيا مكانتها كمركز تفاعل حضاري في المنطقة المتوسطية وشمال أفريقيا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى