أعلن رئيس مجلس إدارة المؤسسة الوطنية للنفط المهندس مصطفى صنع الله في كلمة ألقاها خلال مشاركته في مؤتمر مجلس الأعمال الليبي البريطاني بتونس العاصمة يوم 20 نوفمبر 2019، عن اعتزام المؤسسة اتباع استراتيجية شاملة واتخاد مجموعة من التدابير الرامية إلى جعل عام 2020 زاخرا بالتحولات الهامّة في تاريخ المؤسسة وليبيا.
وقد صرّح صنع الله بأنّ عام 2019 كان ناجحا جدّا بالنسبة للمؤسسة الوطنية للنفط. حيث أنّه، وعلى الرغم من كلّ التحديات الأمنية التي واجهتها، فإنّ المؤسسة في طريقها إلى تحقيق إيرادات تفوق 20 مليار دولار أمريكي، بالإضافة إلى تطوير العديد من الحقول الجديدة، وإعادة تشغيل عدد من المرافق الرئيسية، وتوفير المزيد من الفرص الاقتصادية لسكّان المناطق المجاورة للعمليات النفطية. كما قام رئيس مجلس الإدارة باستعراض الاستراتيجية التي ستتبعها المؤسسة انطلاقا من العام 2020، والتي ترتكز على أربعة أسس رئيسية تهدف إلى تحسين الوضع الأمني وزيادة معدّلات الإنتاج.
وتتمثل هذه الأسس في:
- الإعلان عن ميثاق لقيم المؤسسة في خطوة لوضع معايير للتأكيد على النزاهة والمهنية 2. الرفع من معدّلات الإنتاج في عام 2020 من 1.25 مليون برميل يوميا إلى 1.5 مليون برميل في اليوم؛
- تنفيذ “خطة أمنية رباعية الأبعاد” على أساس الشفافية والمشاركة المجتمعية ومكافحة التهريب وأي مصادر محتملة لتمويل المجموعات المسلحة؛
- إطلاق البرنامج الوطني “2.1 بحلول 2024” والذي يهدف إلى رفع إنتاج النفط إلى 2.1 مليون برميل في اليوم وزيادة إنتاج الغاز إلى 3.5 مليار قدم مكعب قياسي يوميا بحلول عام 2024.
كما اقترح رئيس مجلس الإدارة إنشاء صندوق للتنمية المستدامة لإدارة الهبات المخصصة للمناطق المتاخمة للعمليات النفطية، والذي سيكون مرتبطا ماليا بشكل مباشر بحجم إنتاج النفط، ويهدف هذا الصندوق إلى تعزيز التنوع الاقتصادي وتحسين الخدمات العامة في تلك المناطق. كما سيدعم هذا الصندوق الشركات الناشئة، وكذلك سيعزز كلّ من قطاع الرعاية الصحية من خلال انشاء المزيد من العيادات والمستشفيات، وقطاع التعليم من خلال المنح الدراسية الجامعية، بالإضافة إلى رعاية جائزة للبلديات تمنح لأولئك الذين يصنعون تغييرات إيجابية في كل سنة.
وتهدف المؤسسة الوطنية للنفط إلى زيادة الإنتاج إلى 1.5 مليون برميل يوميا خلال عام 2020، من خلال إضافة 350 ألف برميل في اليوم- مع الأخذ بالاعتبار الانخفاض الطبيعي الذي يتراوح من 7 إلى 8 بالمئة. وسيتم تحقيق ذلك من خلال صيانة الآبار الحالية، والقيام بعمليات حفر بيني، وتحسين قدرات الرفع الصناعي، وتنفيذ مشاريع جديدة لتوليد الطاقة الكهربائية، وإصلاح الخزانات التالفة، وصيانة خطوط الأنابيب واستبدالها، وإعادة تشغيل الحقول المتضررة. وتقدر التكلفة الإجمالية لهذه المشاريع بحوالي 1.2 مليار دولار أمريكي.
أما بالنسبة لأهداف المؤسسة على المدى الطويل، والمتمثلة في زيادة الإنتاج إلى 2.1 مليون برميل من النفط يوميا و3.5 مليار قدم مكعب قياسي من الغاز في اليوم بحلول عام 2024، فإن تكلفتها ستكون في حدود 60 مليار دولار أمريكي تشمل 15 مليار دولا من الميزانيات الحكومية والباقي من المستثمرين.
وسيتطلب ذلك من المؤسسة بذل جهود إضافية من أجل القيام بعمليات الشراء وجذب الاستثمارات اللازمة. وسعيا منها إلى تعزيز الشفافية والكفاءة ومكافحة كافّة أشكال الفساد ومراقبة تطبيق سياسات القيمة المحلية المضافة لدعم الشركات المتوسطة والصغيرة والمنتجات الوطنية وبناء قدرات شركات المجتمع المحلي، بالإضافة إلى تعزيز العلاقات التجارية الدولية لقطاع النفط الليبي وجذب أكبر قدر ممكن من الاستثمارات المطلوبة بأسرع وقت ممكن وبأفضل تجربة استثمارية، ستقوم المؤسسة بتطبيق منظومة إلكترونية لإدارة كافة المشتريات والاستثمارات في قطاع النفط الليبي (LyPIS) من خلال مكتبها في هيوستن خلال الربع الأول من عام 2020. وسيخلق هذا النظام معايير جديدة لقطاع النفط الليبي، وسيمثل نقلة نوعية على المستوى العالمي.
وقد صرّح رئيس مجلس الإدارة قائلا بأنّ برنامج “2.1 بحلول عام 2024” قائم على خمس استراتيجيات رئيسية، وهو أحد أكثر مشاريع التوسع الصناعي طموحا في تاريخ ليبيا:
- مشاريع لزيادة المعدّلات الطبيعية لإنتاج النفط، ممّا سيساهم في إضافة ما يقارب 460 ألف برميل يوميا. وتتمثل المشاريع الرئيسية في تطوير كلّ من التركيبين (أ، ه)، وحقل شمال جالو، والتركيبين (أ، و) بحقل م.ن 98، وحقل م.ن 47 وحقل ايراون و سيناون و غيرها من الحقول الأخرى
• إعادة تشغيل الحقول المتضررة، ممّا سيساهم في إضافة 120 ألف برميل يوميا. استئناف عمليات الإنتاج بكلّ من حقل مبروك والغاني والظهرة والباهي، الأمر الذي سيساهم في إضافة 100 ألف برميل يوميا.
• إعادة تنشيط الآبار المغلقة، ممّا سيساهم في إضافة 150 ألف برميل يوميا.
• زيادة توليد الطاقة الكهربائية في بعض الحقول، وهو ما سيضيف 125 ألف برميل يوميا.
وعلّق صنع الله في هذا الخصوص قائلا: “إن استراتيجية المؤسسة الوطنية للنفط قادرة على أن تجعل البلاد تقف على قدميها من جديد. لا يخفى عليكم بأنّ الأمل آخذ في الاندثار في ليبيا، وإذا ما استمر الوضع على حاله، فلن يتحقق أي شيء مما ذكرته. لذلك علينا جميعًا، أن نكون يدا واحدة، كليبيين وكمجتمع دولي وأن نتحلى بالأيمان والالتزام والوحدة”.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المصدر: الموقع الرسمي للمؤسسة الوطنية للنفط