العربي الجديد-
يشتكي المتقاعد الليبي عبد السلام الخوجة من غلاء أسعار الأضاحي لهذا العام، على غرار الكثيرين من الليبيين، وسط تفاقم الأزمات المعيشية، ومنها انخفاض القوة الشرائية للدينار مع ارتفاع الأسعار، مما تسبب في إحجام العديد من المواطنين عن شراء أضحية للعيد، والاكتفاء بشراء كميات من اللحم.
الخوجة يقول لـ”العربي الجديد” إنه يحتاج إلى راتب شهرين، حتى يتسنى له الحصول على ثمن أضحية، موضحاً أن مرتبه الشهري يناهز 900 دينار أو ما يعادل 189 دولاراً، أي إن مدخوله غير كاف لشراء حتى أضحية مستوردة من الخارج، وبالتالي، في هذا العيد لن يستطيع الحصول على أضحية بسبب سعرها المرتفع، وعدم قدرته على تلبية ما يطلبه أصحاب المزارع والمزادات.
من جهته، يشير الموظف في قطاع الإسكان أحمد صالح التاجوري، لـ”العربي الجديد”، إلى أن أعلى درجة في السلم الوظيفي في الوظيفة العامة لا تمكن صاحبها من شراء أضحية بالسعر السائد حالياً.
ويضيف أن “الأضحية السليمة الخالية من العيوب يصل سعرها إلى 2500 دينار أو ما يعادل 525 دولاراً، وهو سعر مبالغ فيه، ولم تشهد السنوات السابقة مستويات من هذا النوع”.
وفي جولة على أسواق المواشي في العاصمة طرابلس، يتبيّن أن أسعار الخراف البلدية (المحلية) تتراوح ما بين 1800 و2500 دينار، بينما المواشي المستوردة تبدأ أسعارها من 1300 (273 دولاراً) وصولاً إلى 1500 دينار (315 دولاراً).
وقال التاجر ومربي المواشي عز الدين الزنتاني، لـ”العربي الجديد”، إن مشكلة ارتفاع أسعار المواشي المحلية تعود إلى أسباب عدة، أولها الجفاف، وعدم وجود مراع، فضلاً عن ارتفاع أسعار الأعلاف وتفشي أمراض حيوانية بين القطيع.
لكنه اعتبر أن السعر معقول، وفق سعر الصرف المعتمد حالياً لدى مصرف ليبيا المركزي، كما أن المربي يتحمل مصاريف كثيرة لتربية المواشي، في ظل غياب أي سياسات بشأن الثروة الحيوانية، كتوفير دعم أو قروض، موصياً بضرورة أن توفر الجمعيات الزراعية الأعلاف باستمرار لتلبية طلب المتزايد على لحوم الضأن.
بدوره، رأى مورّد المواشي مسعود الفرجاني، أن هناك عوامل عدة رفعت أسعار اللحم المستورد، منها الحرب الجارية في السودان، إضافة إلى تداعيات الحرب الأوكرانية، لترتفع بالتالي تكاليف الاستيراد، لا سيما من رومانيا وإسبانيا.
وفي السياق، لفت المحلل الاقتصادي عادل المقرحي، إلى أن الأسواق المحلية تعاني من محدودية في العرض مع زيادة الطلب. وذكر لـ”العربي الجديد” أن السوق المحلية تحتاج إلى 500 ألف رأس من المواشي كي تستقر الأسعار، في حين أن الكمية المستوردة لا تتعدى ربع المطلوب.
كذلك تحدث الباحث الاقتصادي وئام المصراتي عن تخبط حكومي بشأن أضاحي العيد لهدا العام، حيث سعت وزارة الاقتصاد لاستيراد 600 ألف رأس غنم بدعم جزئي، لكن الحكومة تراجعت، نظراً لعدم اعتماد مخصصات مالية لهذا الغرض، مضيفاً أن الأضاحي الموردة إلى السوق المحلية بلغت 130 ألف رأس.
من جانبه، قال رئيس لجنة الصحة الحيوانية عبدالرحمن احبيل، إن الثروة الحيوانية المحلية تغطي استهلاك السوق المحلية في العيد بنسبة 70%، علماً بأن الطلب في عيد الأضحى يناهز 1.25 مليون رأس.
وحسب بيانات مصرف ليبيا المركزي في طرابلس، فقد بلغ حجم الاعتمادات المستندية لاستيراد المواشي خلال 5 أشهر حوالي 15 مليون دولار مقابل 20 مليوناً لاستيراد العجول.