الناس-
قال “فائز السراج” رئيس المجلس الرئاسي الليبي إنه بدون وقف دائم لإطلاق النار يظل الحديث عن باقي المسارات المحددة في ملتقى برلين مجرد عبث.
وأوضح في مؤتمر صحفي عقده السبت (15 فبراير 2020م) بالعاصمة طرابلس إن وقف إطلاق النار “يعني عودة النازحين ووقف جميع العمليات العسكرية وضمان عدم تهديد العاصمة أو أي مدينة أخرى”.
وأشار السراج إلى زيادة خروقات وقف إطلاق النار منذ صدور قرار مجلس الأمن في 12 فبراير، وعدم توقف القصف على أحياء طرابلس.
وقال: “إن لم تتخذ إجراءات دولية صارمة فستزداد الانتهاكات ضراوة مستقبلا، ونحن ندرك ذلك ومستعدون له، وسنرد عليه بالشكل المناسب” مبينا أن السياق الوحيد لحكومة الوفاق هو الدفاع عن النفس “الذي تكفله كافة الشرائع الدولية والمحلية، فهذا واجب سيادي لحماية شعبنا”.
وفي معرض حديثه عن جبهات القتال طمأن السراج بأن الأوضاع العسكرية لقوات عملية بركان الغضب تطورت نحو الأفضل، وذكر أن حكومته اعتمدت شراكة مع مؤسسة “جونز” الأمريكية، للاستمرار في إصلاح وتطوير المؤسستين الأمنية والعسكرية من خلال الشراكة مع بعض المؤسسات المتخصصة من بعض الدول الصديقة.
ووجه رسالة إلى الدول الداعمة لحفتر قائلا إنه “آن الوقت لتعلم الدول الداعمة أن الرهان على الطرف الآخر المتمرد على الدولة هو رهان خاسر وثبت فشله، لا جدوى من دعم الطرف المتمرد سوى زيادة الخسائر من دماء الليبيين ومقدراتهم، وترسيخ عداوة يصعب محوها”. وفي رسالة أخرى لداعمي حفتر قال: “نؤكد للجميع بأن الليبيين أقدر على استثمار مقدراتهم، وهم وحدهم المعنيون بكيفية توزيع ثرواتهم”.
وتحدث السراج في مؤتمر عن المسار السياسي الذي تحدد في ملتقى برلين، موضحا أنه متعثر بسبب عرقلة نواب طبرق، ويرى أن الأولوية لإكمال المسار العسكري للتأكد من نية الطرف الآخر الالتزام به، موضحا أن المسارين السياسي والاقتصادي قائمان على أرضية الاتفاق السياسي.
وتطرق للمسار الاقتصادي الذي عقدت جلسة له في القاهرة الأيام الماضية: “عقد مجموعة خبراء اجتماعا في القاهرة الفترة الماضية بهدف توحيد المؤسسات الاقتصادية وعلى رأسها المصرف المركزي، وإنهاء الكيانات الموازية. وبحث كذلك الإصلاح الاقتصادي وأدواته”.
واهتمت وكالات دولية بكلمة السراج فيما يخص إغلاق الموانئ والحقول النفطية، مبينا أن الخسائر نتيجة الإيقاف بلغت مليارا وأربعمائة مليون دولار، مع ارتفاع للرقم كل يوم يمر دون رفع اليد عن المنشآت النفطية.
وحذر مجددا من استخدام ورقة النفط في المساومات السياسية: “حذرنا من استخدام النفط كورقة مساومة سياسية وتجنبنا المواجهات والتصعيد في مناطق النفط حرصا على سلامة المؤسسات النفطية، نوجه رسالة للذين ظهروا وهم يغلقون النفط، بأن من أعطاهم التعليمات -مشيرا إلى حفتر- قد تنصل منهم أمام الأطراف الدولية” مبينا لهم أنه تم اتخاذ الإجراءات القانونية ضدهم.
وحول نتائج الإغلاق قال السراج إن ميزانية العام 2020م، ستواجه عجزا بسبب إغلاق النفط، وستضطر الحكومة لخفض الصرف إلى مستوياته الدنيا.
وذكر بأنه تجري حاليا مناقشة الترتيبات المالية للعام الجاري، مذكرا بأن “إغلاق النفط سيؤدي إلى أزمة كارثية تضاف إلى تداعيات العدوان على طرابلس”.
وردا على سؤال توقع السراج أن تستمر مفاوضات المسار العسكري في الفترة القادمة، رغم أن الطرف المعتدي لم يلتزم بالهدنة وفق قوله.
واختتم بقوله: “سنحقق لبلادنا متطلبات النهضة، وسنبني مستقبل بلادنا بالعلم والعمل، بعيدا عن الإقصاء والتهميش لأي طرف، وسنخرج من الأزمة أقوى من السابق”.